بعد فوز المنتخب الياباني في مباراته الأولى على نظيره الألماني في مونديال قطر 2022، تفاعل اليابانيون على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام ميمز ومشاهد من أنمي كرة القدم Blue Lock، الذي يعرض الآن على منصات ديزني بلاس وكرانشي رول ونتفليكس، بالتوازي مع المونديال.
أرجع مغردون على تويتر سبب الفوز غير المتوقع للمنتخب الياباني لخطة Blue Lock. ومع عدم واقعية الفكرة، لم يكن الأنمي بعيداً كل البعد في الحقيقة عن المنتخب الياباني الحالي، فقد شارك نومورا ومونيوكي كانيشيرو من فريق الأنمي في تصميم زي المنتخب الياباني المستوحى من فن الأوريغامي.
الزي والمانغا
نشرت شركة أديداس إعلان الزي على قناتها الرسمية على يوتيوب، إذ تظهر المانغا بشكل رئيسي في الإعلان، والرسامون أثناء عملهم عليها وعلى تصميم الزي، بالإضافة إلى الصورة التي تجمع بين لاعبي المنتخب والمانغا.
كان المنتخب الياباني قد كشف عن صور بالتعاون مع فريق Blue Lock، تضم لاعبي المنتخب فوق رسومات المانغا، إذ تظهر خلفهم الشخصيات وهي ترتدي القميص نفسه. كان التعاون بهدف تشجيع المزيد من الشباب في اليابان. قال المانغاكا نومورا إنه سيكون سعيداً جداً إن كان عمله سيزيد من اهتمام الناس بكرة القدم. وبمناسبة فوز اليابان على ألمانيا، نشر نومورا رسمة لإحدى شخصيات Blue Lock ليحتفل بالفوز، وكتب: "أنا سعيد جداً، شكراً.. لم أكن أتوقع النتيجة".
هدف من عالم الأنمي!
لم تكن عاصفة تويتر حول أنمي Blue Lock بعد فوز اليابان فقط بسبب الزي، أو توازي عرضه مع البطولة، فقد اعتبر مغردون أن الهدف الثاني الذي سجله أوسانو تاكوما في الدقيقة 83 يشبه أفكار الأنمي الجديد الذي يروج لأنانية الهداف، بدلاً من روح الفريق، إذ استمات أوسانو وصمم على تسجيل الهدف رغم صعوبته، بسبب ضغط المدافع الألماني نيكو شلوتربيك عليه. وبدلاً من محاولة التمرير، ركل كرته باتجاه الزاوية اليمنى العليا للمرمى، وحقق هدف الفوز لليابان. وهذا تماماً ما يريده مدرب مشروع Blue Lock. الحساب الرسمي للأنمي علّق على الهدف بـ Awesome!!!! Ego!!!، كدلالة على الروح المطلوبة من الهداف في الأنمي.
اليابان تبحث عن هداف
يقوم أنمي Blue Lock على حلم اليابان بكأس العالم، الذي بدأه الكابتن تسوباسا، لكن حتى يومنا الحالي لم تقترب اليابان بما يكفي من تحقيق هذا الحلم.
يخرج المنتخب الياباني من كأس العالم في الأنمي - إشارة إلى مونديال 2018 - ما يضطر الاتحاد إلى اتخاذ خطوة متطرفة لصناعة نجوم كرة قدم، مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في اليابان، ليأتي مشروع Blue Lock الذي يجمع 300 مهاجم من مختلف أنحاء اليابان، من الفئة العمرية تحت 18 عاماً، ويحبسهم داخل مبنىً تقوم فيه مسابقات مختلفة، وليس فقط مباريات كرة قدم، وذلك لاختيار شخص واحد فقط ليكون المهاجم المستقبلي للمنتخب الياباني، بينما يمنع البقية من إكمال مسيرتهم في كرة القدم. يهدف المشروع لإظهار روح الأنانية والقتال للفوز، وإن عنى تدمير مسيرة الآخرين، لتكون هذه ربما الطريقة الوحيدة لإيصال اليابان إلى ما بعد الدوري 16 في كأس العالم.
المهارة ليست كافية
بداية من الحلقات الأولى تتم تصفية بعض المرشحين، رغم أن مهاراتهم أعلى من غيرهم ممن بقوا، فالمهارة وحدها لا تعني شيئاً في Blue Lock، والاهتمام بالآخر سيكلفك مسيرتك في كرة القدم، ليكون هذا الأنمي الأول من نوعه، فقد اعتدنا رؤية قيم الجماعة والتعاون في الأنمي عموماً، والأنمي الرياضي خصوصاً، أما في هذا العمل فلا شيء من ذلك يهم، لأن تلك الأفكار لم تستطع جعل اليابان تحصل على كأس العالم.
وفي نظرة مختلفة تماماً، عُرض أنمي Ao Ashi هذا العام قبل بدء عرض Blue Lock. ركّز Ao Ashi على أهمية الفريق والمواقع المختلفة، وليس المهاجم فقط، حتى إن بطل الأنمي لعب بدور الظهير الأيسر. ومع تفوق الأخير على Blue Lock في نواحٍ عدّة، مثل الحبكة والتفاصيل الحقيقية والرسم والحركة، إلا أن مونديال قطر 2022 جعل Blue Lock أكثر شعبية لأن اليابان تريد الفوز وليس اللعب فقط.
يمكن القول أيضاً إن المزيد من متابعي المانغا والأنمي اهتموا أكثر بمتابعة منتخبهم، والعكس أيضاً؛ إذ أدت عاصفة تويتر حول أنمي Blue Lock إلى زيادة نسبة مشاهدة العمل، الذي بلغ عدد حلقاته المعروضة ثماني حلقات حتى الآن، ومن المقرر أن يبلغ عددها 24 حلقة.