أمر النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، رسمياً، بفتح التحقيق في اتهام الفنان التشكيلي الروسي، جورجي كوراسوف، مصممة الغرافيك المصرية، غادة والي، بسرقة أربع لوحات من أعماله، واستخدامها في جداريات محطة مترو كلية البنات في العاصمة القاهرة، بمباركة من الحكومة.
وكلّف النائب العام نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال، بالتحقيق وفحص الملفات الخاصة بواقعة سرقة لوحات رسومات مترو الأنفاق من الفنان الروسي.
وقرّرت النيابة بدورها استدعاء المحامي أحمد حسن العطار، بصفته الوكيل القانوني للفنان الروسي ومقدم البلاغ نيابةً عنه، لسماع أقواله وتلقي ما لديه من وثائق تدعم موقفه في واقعة سرقة لوحات موكّله، وحدّدت جلسة الثلاثاء المقبل لسماع أقواله في الاتهامات.
وكان كوراسوف قد اتهم والي بسرقة أربع لوحات من أعماله، بمباركة من الحكومة، في وقت التزمت الأخيرة الصمت تماماً، لا سيما بعد نشر تقارير عدة توثّق لتورطها في سرقة تصاميم مشروع الهوية البصرية لمحافظة الأقصر (جنوب)، وغلاف فيلم "الأصليين" الذي أنتج عام 2017.
وقال الفنان الروسي في تصريحات صحافية إن لوحاته المسروقة متاحة في الموقع الإلكتروني الخاص به، ثلاث منها في قسم الأصول المبيعة، والرابعة في قسم الأصول المتوفرة، مشيراً إلى أن إحداها ليست مستوحاة من مصر القديمة، وإنما اليونان القديمة، وهي رسم لـ"زوجة بينلوب" في ملحمة "هوميروس"، غير أن المصممة المتهمة بالسرقة نقلتها و"كأنها مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة".
جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد احتفى بالمصممة المتهمة بالسرقة في "منتدى شباب العالم" في شرم الشيخ عام 2017، وقال "إنها تقدم أفكاراً واعدة يتبناها".
وطالب السيسي مجلس الوزراء بـ"تبني فكرتها لتنشيط السياحة في مدينة الأقصر باستخدام رسوم من حضارة قدماء المصريين"، وهي الرسومات التي تبين أنها مسروقة لاحقاً، ورغم ذلك اعتمدتها الحكومة في تصاميم مشروع "الهوية البصرية" لمحافظة الأقصر عام 2018.
وغادة والي من مواليد عام 1990، وتخرجت من الجامعة الألمانية في القاهرة عام 2011، ثم لمع نجمها فجأة عبر وسائل الإعلام والقنوات الموالية للنظام المصري، إثر انضمامها إلى "البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب"، وتحدثها أمام السيسي في "منتدى شباب العالم"، وإشادته برؤيتها في تصاميم الحياة الفرعونية القديمة، وزعمت اختيارها ضمن أفضل مصممي الغرافيك في العالم عام 2017، من دون أن تقدم ما يثبت صحة ذلك.
وقالت، في حوار تلفزيوني سابق، إنها "استغرقت عاماً ونصف العام في عملية تزيين محطة المترو، حتى تضع الركاب في رحلة تتنقل بهم ما بين المراحل المختلفة للحضارة المصرية القديمة"، مدعية استعانتها بمؤرخين ومتخصصين في التاريخ المصري القديم لـ"تجنب أي خطأ في تزيين مترو الأنفاق برسومات مستوحاة من الحضارة الفرعونية".
كذلك اتُّهمت والي، التي تزوجت الممثل حسن أبو الروس العام الماضي، بسرقة ملصق فيلم "الأصليين" للمخرج مروان حامد، الذي أنتجته شركة تابعة للمخابرات، من أحد الأفلام الهندية الشهيرة، وهو فيلم "مذكرات مومباي" من إنتاج عام 2010، وردت المصممة المصرية آنذاك على هذا الاتهام بالقول إن "طريقة التصميم هي مدرسة معروفة، ويستخدمها مصممون عدة في العالم".
كما كشفت الصحافية الشابة، أماني إبراهيم، أن برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "أون" (مملوكة لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تستحوذ عليها المخابرات)، أبلغها بإلغاء فقرة كانت مخصصة لها للحديث عن تاريخ اللوحات الروسية المسروقة، والتي أعيدت طباعتها في محطة المترو بواسطة المصممة غادة والي من دون إبداء أسباب.