المنتجون المصريون على طاولة مستديرة مع تركي آل الشيخ

06 ابريل 2021
هل يستغل آل الشيخ حالة البطالة المتفشية في الوسط الفني في مصر؟ (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

دعوة أطلقها رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ في مارس/آذار الماضي، كشفت عن صراع خفي بينه وبين الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للمخابرات المصرية، التي تحتكر الإنتاج الفني في مصر. دعا آل الشيخ المنتجين العرب إلى اجتماع قال إنه يهدف إلى "تطوير الصناعة ودعم الإنتاج الفني"، وهو الأمر الذي أثار قلق المسؤولين بالشركة المتحدة في مصر، وعلى رأسهم المنتج الفني تامر مرسي.

وقال آل الشيخ في دعوته إنه "نظراً إلى ما يتعرض له المنتجون العرب من معوقات وصعوبات، ما لا يخدم تطور الصناعة والترفيه، وحرصاً منا للحصول على محتوى عالي الجودة وترفيهي يخدم قطاع الترفيه، ولحرصنا على تطوير إمكانات ومهارات الشباب السعودي في المقام الأول، والشباب العربي عموماً المهتمين في هذا المجال، أدعو المنتجين العرب إلى زيارتي في اجتماع مهم قريباً، نناقش فيه سبل تسهيل المعوقات وتطوير الصناعة وتقديم كافة التسهيلات ودعم الإنتاج".
وأضاف آل الشيخ: "سيكون الاجتماع مهماً، سنتحدث فيه كثيراً بشفافية ووضوح وستفاجأون بالنتائج. سيكون الاجتماع بحضور وزارة الثقافة السعودية، وهيئة الأفلام، وهيئة الترفيه، وكبار الشركات الراعية، والقنوات الإقليمية، وشركات الدعاية والإعلان".

وبمجرد نشر الدعوة على صفحته الرسمية، بادر منتجون مصريون بإعلان دعمهم لمبادرة آل الشيخ، وعلى رأسهم شركة "العدل غروب" التي طالما عانت من احتكار شركة "سينرجي" التابعة للشركة "المتحدة" المملوكة للمخابرات المصرية، قبل أن تسمح لها الأخيرة بإنتاج بعض الأعمال مشاركة معها.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وبادر أيضاً المنتج المصري وليد منصور، الذي أجبرته شركة المخابرات المصرية على مشاركته في إنتاج بعض الأفلام، بتهنئة المسؤول السعودي، وكتب معلقاً على دعوته يقول: "معالي الوزير أكثر شخص مشجع للمجال الفني والثقافي، ودايما الجميع يستمد القوة من دعمك للجميع". وهو ما رد عليه آل الشيخ بقوله "تشرفنا أخي وليد وإن شاء الله فيلمك الجديد يكون افتتاحه في السعودية زي ما اتفقنا".

كما أعلن المنتج اللبناني، صادق الصباح، دعمه لمبادرة آل الشيخ، وهو المنتج الذي عمل في مصر لسنوات طويلة منذ الثمانينيات، وأنتج عشرات المسلسلات، قبل التضييق عليه من قبل "سينرجي" للإنتاج الفني، ووصل الأمر إلى منعه من دخول مصر، وترحيله من مطار القاهرة، بعد سيطرة الشركة على سوق الإنتاج في مصر، حتى أنه أصبح يقوم بتصوير مسلسلاته المصرية في لبنان، ومنها مسلسل "ملوك الجدعنة" بطولة عمرو سعد، ومصطفى شعبان، والمقرر عرضه في رمضان المقبل على "أم بي سي" السعودية.

وكتب الصباح معلقاً على دعوة الوزير السعودي: "أقر بكل سعادة وسرور مبادرتكم الكريمة معالي المستشار والخاصة بمساعدة القطاع الإنتاجي العربي، وكلي ثقة برؤيتكم، كنتم دائماً خير داعم للقطاعات الفنية في الوطن العربي ونحن لكل المهمات جاهزون. أخوكم صادق الصباح".

منتج ما يُسمّى بـ السينما الشعبية المخضرم أحمد السبكي، سارع أيضاً لتهنئة آل الشيخ، وكتب: "فكرة حلوة جداً إن شاء الله تخدم المحتوى العربي بشكل أفضل"، ورد عليه الوزير السعودي قائلاً: "شكراً أستاذ أحمد وأنت معلم كبير في هذه الصنعة ولك تاريخك وتشرفنا في الاجتماع إن شاء الله".

ويعاني السبكي مثل كثير من منتجي السينما في مصر من حالة الركود التي تعيشها الصناعة بسبب ظروف وباء كورونا، إضافة إلى تضييقات جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، الذي تتحكم به الأجهزة الأمنية.

وفي مجال الغناء، أشاد أكبر منتجي الموسيقى في مصر، المنتج محسن جابر، بمبادرة تركي آل الشيخ وكتب معلقاً: "عندما قلت في كلمتي في افتتاح موسم الترفيه في الرياض إن معالي المستشار تركي آل الشيخ أنجز في 30 يوماً ما أنجزته حكومات في 30 سنة، لم أخطئ بل قلت حقيقة رأيتها بنفسي. وتمنيت أن نستنسخ ليكون لدينا داعم مثله بمصر. وأستطيع أن أجزم أن بدعمه سيستعيد الوطن العربي زمن الفن الجميل وسيزدهر الفن على يديه. نحن معكم نشد على يديكم لنستعيد الزمن الجميل بلغة العصر الحديث.. شكراً جزيلا سيادة المستشار على هذه المبادرة الرائعة".

ويحتكر محسن جابر معظم التراث الغنائي في مصر، من أم كلثوم إلى عبد الحليم حافظ، إلى صباح ووردة وفايزة أحمد، وجزءًا كبيراً من أغاني عمرو دياب، راغب علامة، ولكثير من المطربين في مصر والوطن العربي.

ويخشى مراقبون ونقاد في مصر من أي تعاون بين جابر وآل الشيخ من شأنه أن يضع كل هذه التراث في قبضة هيئة الترفيه السعودية، كما حدث سابقاً مع التراث السينمائي الذي ذهب إلى "روتانا" المملوكة للأمير الوليد ابن طلال، و"إيه آر تي" المملوكة للشيخ للراحل صالح كامل.

وقالت مصادر من داخل "المتحدة" لـ"العربي الجديد" إن المسؤولين في الشركة قلقون من دعوة المسؤول السعودي، ويبذلون جهوداً مستميتة لمنع عقد ذلك الاجتماع، وأنهم أصدروا تعليمات واضحة للمنتجين والفنانين المتعاملين معهم بعدم الذهاب إلى اجتماع آل الشيخ، وإلا سيتم وقف التعامل معهم من قبل الشركة ومنعهم من العمل. وأضافت المصادر أنه في حال عقد هذه الاجتماع سيشارك البعض ولكن عن طريق الشركة المتحدة، حتى لا يظهر أن هناك صراعاً بين الطرفين، مشيرة إلى أن الشركة دفعت بالبعض من أجل الهجوم على مبادرة الوزير السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي. ووسط تفسيرات متباينة، رجحت مصادر أن يكون الدافع للخطوة، "هو استغلال تركي آل الشيخ لحالة البطالة المتفشية في الوسط الفني في مصر، واستقطاب المنتجين والفنانين المصريين، للعمل في مشروع التحديث السعودي الفني".

المساهمون