الممثلة أمل الدباس: المسرح حالة لا أستغني عنها

30 سبتمبر 2022
تؤيد الدباس فكرة الاستعانة بالفنون لمواجهة تحديات المجتمع (عدنان قطيشات)
+ الخط -

ترى الممثلة الأردنية أمل الدباس أن حضور المرأة في الدراما الأردنية لا يعكس الإنجازات التي تحققها على الأرض. تشير الدباس، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الدراما تغفل الحضور القوي للمرأة في المناصب المختلفة التي تولتها، بقصد التركيز عليها كأم وربة بيت أو معلمة بأحسن الأحوال، وتقول: "حضور المرأة خجول في الدراما الأردنية، وإن كان أفضل حالاً في الدراما العربية، لكنها في كل الأحوال يُنظر إليها كطرف ضعيف، ولا تصور كعنصر فاعل في المجتمع". وترد الدباس الأمر إلى وجود خلل في النصوص والسيناريوهات التي تصور المرأة دائماً كطرف مساند لبطل القصة إلا باستثناءات قليلة.

تؤيد الدباس فكرة الاستعانة بالفنون لمواجهة تحديات المجتمع، عبر الإضاءة على المشاكل والهموم التي يواجهها الناس، ضاربة المثل بمشكلات الفقر والبطالة والعنف وتعاطي المخدرات، وتقول: "الدراما تضع المشكلة على السطح وتناقشها، وتضع لها حلولاً، لكن معظم الأعمال العربية تنحاز لأعمال الحب والخيانة والزواج والطلاق، من دون التركيز على المشاكل الحياتية، فالفن هو القوة الناعمة التي تعبر عن هموم الناس ومشاكلهم".

في سياق آخر، تنشغل الدباس حالياً بتصوير مشاهدها في مسلسل "شارع طلال" الذي يمتد إلى تسعة أجزاء بواقع 10 حلقات في كل موسم، من إنتاج المركز العربي في الأردن، وتشير إلى أن قصة المسلسل تحتاج لتسعين حلقة.

يرصد المسلسل، بحسب بيان صحافي صادر عن الجهة المنتجة، التحولات الاجتماعية للناس في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بما تتضمنه من أحداث ومشاهد مشوقة من الحياة اليومية لسكان رأس العين وتجار شارع طلال في ذلك الوقت. تبرز في العمل الهوية الثقافية لمدينة عمّان من خلال حكايات عدة عائلات من أعراق وجنسيات مختلفة. المسلسل من تأليف وسيناريو وحوار الكاتب مصطفى صالح وإخراج محمد زهير رجب، ويشارك في بطولته إلى جانب الدباس كل من ماهر خماش، وقمر الصفدي، ودانا جبر، وخالد الطريفي، ونادرة عمران، ومصطفى أبو هنود، وريم سعادة، وحابس حسين، ولونا بشارة، ونبيل كوني، وديانا رحمة، ومحمد الإبراهيمي، ونجوى قندقجي، وعلي عليان، وأميرة سمير، وناريمان عبد الكريم، ولينا أبو رزق.

تقول الدباس: "يتطرق المسلسل إلى شرق النهر وغربه، ويتناول الريف والمدينة، وتشابك العلاقات بين العائلات الأردنية والفلسطينية والشركسية، وامتداد هذه العلاقة إلى الجنسيات العربية التي سكنت العاصمة عمّان في تلك الحقبة الزمنية".

من جهة أخرى، ترى الدباس في المسرح حلماً شخصياً، باعتباره المكان الأحب لنفسها كممثلة، وتضيف: "الفنان يلمس هم الناس من خلال المسرح، وهو المكان الذي يمثل السقف الأعلى بحرية التعبير والكلمة، فالمسرح حالة لا أستغني عنها وأناضل من أجل تقديم أعمال مسرحية في ظل ندرة الإنتاج المسرحي".

وتشير إلى أنها تسعى للحضور مسرحياً كلما سنح الظرف الإنتاجي لتقديم عمل، مؤكدة وجود كتاب مهمين في الأردن لديهم مخزون معرفي ممزوج بمعاناة الناس، يترجمون أعمالهم إلى نصوص مسرحية ساخرة، فـ"السخرية من الوجع أرقى تعبير، للتغلب على التحديات والمأساة التي يواجهها الناس".

وفي الوقت الذي تناقش فيه الدباس فكرة تقديم عمل مسرحي رمضاني في العام المقبل، تضع الخطوط العريضة لظهورها التلفزيوني في رمضان، من خلال الموسم الخامس من مسلسل "جلطة" الكوميدي الذي يجمعها مع توأمها الفني الكوميدي زهير النوباني. عمل يناقش قضايا الشباب ومعاناتهم في الحصول على وظائف في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية متتالية.

وعن ندرة حضور الدراما الأردنية الاجتماعية عربياً، تقول الدباس إن الفضائيات العربية تحصر المنتج الأردني بتقديم أعمال بدوية، مشيرة إلى أن الدراما الاجتماعية الأردنية نجحت في تجارب مهمة مثل مسلسلات "زين"، و"سلطانة"، و"مدرسة الروابي للبنات"، فضلاً عن النجومية التي يحققها الفنان الأردني في الأعمال العربية التي يشارك فيها. وترى الدباس أن إمكانية حضور الدراما الأردنية بشكل مؤثر عربياً مرهون بوجود قرار حكومي أردني يدعم الدراما الأردنية ويقدمها بصورة محكمة الإنتاج.

المساهمون