أعلن مسرح الشانزيليزيه في باريس، الأربعاء، عن إلغاء مشاركة قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغييف، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، في الموسم المقبل، بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وكان مقرراً أن يقود فاليري غيرغييف أوركسترا روتردام الفيلهارمونية، لكن الحفلة ستقام بقيادة قائد أوركسترا آخر.
وألغى مسرح الشانزيليزيه أيضاً حفلة كانت مقررة في 31 مايو/أيار المقبل لعازف البيانو الروسي دنيس ماتسويف الداعم أيضاً لفلاديمير بوتين، الذي استبعدت عروضه أيضاً مع أوركسترا فيينا الفيلهارمونية في "قاعة كارنيغي" الأميركية.
نأى المشهد الثقافي العالمي بنفسه عن فاليري غيرغييف منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا، فألغت فرق أوركسترا ومهرجانات أوروبية وأميركية التزاماتها معه، بينها دار أوبرا "لا سكالا" في إيطاليا و"قاعة كارنيغي" في مدينة نيويورك الأميركية. كما أن الفرقة الرئيسية التي كان يقودها، أوركسترا ميونخ الفيلهارمونية، استغنت عن خدماته، واضطر إلى الاستقالة من منصبه رئيساً فخرياً لـ"مهرجان إدنبرة الدولي".
أثار غيرغييف الجدل مرات عدة في العقد الأخير لقربه من بوتين، الذي يعرفه منذ عام 1992 ويعرف بولائه له، ولتصريحاته حول ضم شبه جزيرة القرم، ومشاركته في حفلات في أوسيتيا الجنوبية التي شهدت تدخلاً عسكرياً روسيا، أو في تدمر عام 2016 إلى جانب جيش النظام السوري.
إلى ذلك، تعتزم أوركسترا باريس الفيلهارمونية إلغاء مشاركة فنانين أطلقوا مواقف مؤيدة لموسكو، على ما أعلن المدير العام للفرقة أوليفييه مانتي لوكالة "فرانس برس".
وألغت الفرقة الباريسية الشهيرة التي تدعو في المعدل سنويا أربع فرق أوركسترا وعشرات الفنانين المنفردين وقادة أوركسترا روس سنوياً للمشاركة في حفلاتها، على غرار أكثرية الدور الموسيقية الغربية، التعاون مع فاليري غيرغييف.
ولفت أوليفييه مانتي إلى أن الدار الباريسية ستبت بمصير مشاركة فنانين روس في فعالياتها في الأسابيع المقبلة، لكنه أكد على ضرورة "الحفاظ بالقدر الممكن على الرابط مع الثقافة الروسية وفنانيها".
وأشار في المقابل إلى أن بعض الفنانين "قد يلغون بأنفسهم المشاركة لأسباب أخرى، بينها ما يرتبط خصوصاً بالنقل أو الأمن".
كما أبدت أوبرا باريس الوطنية حرصها على "عدم الدخول في أي التزامات مع مؤسسات ثقافية روسية ولا مع الفنانين الروس الذين جاهروا بدعمهم للنظام" الروسي، مبدية "عميق صدمتها إزاء غزو أوكرانيا"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وفي السياق نفسه، أعلن قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاسيلي باترينكو عن تعليق حفلاته في بلده الأم، بسبب "المأساة في أوكرانيا". باترينكو هو المدير الفني في "الأوركسترا السيمفونية الأكاديمية التابعة للدولة في الاتحاد الروسي"، ويقود "فرقة "شباب الاتحاد الأوروبي" وأوركسترا ليفربول الملكية الفيلهارمونية والأوركسترا الملكية الفيلهارمونية.
وقال إن الغزو الروسي لأوكرانيا "أحد أعظم الإخفاقات الأخلاقية في هذا القرن".
في الوقت نفسه، تحاول وزيرة الثقافة البريطانية نادين دوريس حشد دعم من زملائها لفرض عزلة فنية ورياضية أكبر على روسيا، وكتبت في صحيفة "ذا تيليغراف" أن الثقافة "جبهة ثالثة في الحرب الأوكرانية".