المغنون العرب والتحول إلى الإنتاج الخاص

02 فبراير 2022
تملك لطيفة أرشيفها كاملاً (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت المغنية اللبنانية، إليسا، أن ألبومها المقبل سيصدر في يوليو/تموز المقبل. وقالت صاحبة "ع بالي حبيبي"، إن هذا الإصدار سيكون من إنتاجها الخاص، بعدما قضت عقدين مع شركة روتانا السعودية للإنتاج.
إليسا تأخرت في اتخاذ مثل هذا القرار، سبقها زملاؤها قبل سنوات، وهم ينتجون أعمالهم الغنائية والموسيقية بأنفسهم، وما العقود التي توقع مع شركة روتانا أو غيرها من الشركات، إلا مجرد اتفاقيات "صورية" تغلب عليها المصالح المشتركة، ومنها تبادل تأمين الحفلات، بين الشركة والفنانين أنفسهم.
خسرت إليسا عدداً كبيراً من المتابعين على منصة يوتيوب، وتطبيقات استماع وتحميل أغان أخرى، وذلك بعد العقد الذي أبرم بين شركة "ديزر" الفرنسية، ومالك روتانا الأمير الوليد بن طلال. الصفقة التجارية تمت في أغسطس/آب 2018، بقيمة مليار ريال سعودي (نحو 266 مليون دولار). أنجزت هذه الصفقة مع "ديزر" عن طريق شركة المملكة القابضة، ومجموعة روتانا.
إضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقية حصرية طويلة الأجل لتوزيع المحتوى السمعي للمجموعة رقميًا، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سينتج عنها، بحسب الأمير السعودي، تسريع التوسع العالمي للشركة الفرنسية في المنطقة.

بعد أربع سنوات من إبرام الاتفاقية، هبطت أسهم الفنانين العرب على صعيد الاستماع، خصوصاً أن المحتوى الرقمي للأغاني المنتجة من قبل شركة روتانا، يخضع لشروط وتطبيقات التسجيل للدخول والاستماع، ما يُصعّب العملية، فيتجه الجمهور إلى منصّة أخرى، أو إلى يوتيوب، كونه أكثر سهولة ومن دون قيود.
يمتلك الفنان راغب علامة، وزميلتاه نانسي عجرم ولطيفة التونسية، حقوق معظم إصداراتهما الغنائية منذ سنوات، ويعمل هؤلاء على قاعدة إنتاج الأعمال الفنية الخاصة بأنفسهم، ثم توقيع عقد سماح، لا تنازل لنشر المحتوى أو الأغاني على المنصّات، أو ضمن البرامج التلفزيونية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكليبات الخاصة، حال بعض المنصات الفنية، مثل "أنغامي"، التي تطلب براءة سماح بنشر الأغنية من قبل صاحبها ليتم إضافتها على المكتبة الموسيقية التابعة للمنصّة.
من المتوقع بعد تجربة إليسا، أن يتجه المغنون العرب إلى إنتاج ألبوماتهم على نفقتهم الخاصة، ثم بيعها إلى شركة إنتاج تتناسب مع شروطهم، وعدم النيل أو عرقلة السعي إلى النشر على مختلف المواقع الفنية والتطبيقات الإلكترونية، وتحديد نسبة العائدات المالية عن طريق "يوتيوب" عن الأغنية نفسها، وما حققته من أرقام تسابق بعضها ببعض، لتحتل الصدارة وزيادة في معدل الأرباح الذي يعود على الفنانين بالدرجة الأولى، ومن دون شريك يتقاسم هذه الأرباح.

هكذا، تتغير وجهة الإنتاج الغنائي العربي في ظل تنامي المنصات الإلكترونية الخاصة بالاستماع، وتتحول شركات الإنتاج العربي إلى "منسق" خاص بين المغنين ومنظمي الحفلات والمهرجانات في العالم العربي، مع ما تملكه من نفوذ وسلطة مال تجاه بعض الفنانين اللبنانيين والعرب، على حد سواء.

المساهمون