المسلسلات العربية على خط الاقتباس التركي
يبدو أن موضة المسلسلات العربية المقتبسة من التركية تُمسي أكثر انتشاراً. هكذا، اختارت مجموعات إنتاجية تابعة لمحطة MBC السعودية، تركيا كهدف أول للمسلسلات العربية. تتراجع شركات الإنتاج اللبنانية عن الإنتاجات الخاصة، أو الطويلة، وتتحول يوماً بعد يوم إلى شركات إنتاج منفذة لمنصة "شاهد" في الأعمال الدرامية القصيرة، القائمة على قاعدة التشويق والجريمة.
سبب هذا الانكفاء هو الأزمة الاقتصادية التي تجتاح لبنان منذ عامين، وقبول المنتج بدور الوسيط أو المنتج المنفذ لمعظم السيناريوهات والمسلسلات التي تقرّرها "شاهد" السعودية. وهذا ما يؤكد سيطرة "شاهد" على الإنتاجات العربية بحكم المال، والاحتكام إلى شراء الإنتاجات الموازية لصالحها، من خلال رفع قيمة المسلسل وعرضه حصرياً على المنصة والشاشات التابعة لها (MBC).
يمر رمضان هذا الموسم من دون إنتاجات عربية مشتركة، طويلة، كما كان الوضع قبل سنوات، والسبب تراجع الشركات عن حصرية الإنتاجات وتفضيلها للشراكة مع الممول الذي يضمن تصريف أو شراء المنتج وعرضه. نحن أمام أزمة، بالطبع نعم، خصوصاً أن الانفتاح الدرامي السعودي التركي، أصبح واقعاً، وله مكانته وسلطته على الخريطة العربية المشتركة.
قبل ثلاث سنوات، دخلت شركة O3 من البوابة التركية، وقدمت مسلسل "عروس بيروت"، من إخراج إيمرة كابكوسك للجزء الأول، وفكرت قاضي للجزأين الثاني، والثالث الذي يعرض حالياً. أسست المجموعة المنتجة سلسلة من العلاقات مع شركات الإنتاج التركية، وكرست المجال للتعاون العربي التركي، واتخذت مكاتب لها وسط إسطنبول، ويتولى مكتب الشركة في دبي الإشراف التام والاتصالات والعقود الخاصة بالمتعاونين في المسلسلات من ممثلين عرب إلى فريق المدربين وبعض التقنيين.
ويبدو أن سياسة هذا التعاون مستمرة، بعدما كُشف قبل أيام عن عزم الشركة على تصوير نسخة عربية من مسلسل "حرب الورود" التركي (إنتاج 2014. 68 حلقة). نُقلت هذه الحلقات وتحولت إلى سيناريو عربي، يجمع بين ممثلين لبنانيين، منهم باميلا الكيك، والسوري محمود نصر في دور البطولة، وستيفاني عطالله وأنجو ريحان وصباح بركات ولين غرّة. على أن يكون جاهزاً بداية الخريف المقبل.
قبل شهرين، أُوقف تصوير مسلسل "جرائم صغيرة" بالنسخة العربية. العمل مقتبس من مسلسل تركي من إخراج علي بيلجين ودينيز يورولمازر (2017). سبب التوقيف حادث سير تعرضت له اللبنانية ريتا حرب، ما استدعى علاجها. ولا تزال حتى الساعة في فترة نقاهة.
يجمع المسلسل في النسخة العربية ندى أبو فرحات والسورية كاريس بشار، ومن المفترض متابعة التصوير بعد انتهاء شهر رمضان في إسطنبول. تبقى للقاهرة خصوصية في عدم الانجرار وراء التمويل العربي أو السعودي تحديداً، رغم مجاراة بعض شركات الإنتاج المصرية في التعاون وتنفيذ شروط الفريق العربي-السعودي في الإنتاجات المصرية، منها الإنتاجات القصيرة الخاصة بالمنصّات، لكنه يحافظ، على الأقل، على إنتاج محلي يحصد نسبة مشاهدة وأرباحاً على حسابات صنّاع الدراما والجمهور معاً.