قال المخرج السينمائي الروسي كليم شيبينكو، اليوم الثلاثاء، إنه مستعد لصنع فيلم على القمر أو حتى المريخ، وذلك بعد عودته من تصوير استمر 12 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية التي غيرت أفكاره حول إمكانيات السينما.
وعاد شيبينكو والممثلة يوليا بيريسيلد إلى الأرض يوم الأحد، بعدما جمعا أكثر من 30 ساعة من المواد لفيلم "التحدي"، الذي وُصف بأنه أول فيلم يُصور في الفضاء، وأشادت به وسائل الإعلام الروسية باعتباره إنجازاً عالمياً.
ورداً على سؤال حول إمكانية تصوير جزء ثان من الفيلم على سطح القمر، قال شيبينكو (38 عاماً)، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو: "نحن مستعدون. نعتقد أنه يجب تصوير سينما الفضاء في الفضاء. إذا كان الأمر يتعلق بالقمر، فلنذهب إلى القمر، إذا كان المريخ، فلنذهب إلى المريخ". وأضاف "لمَ لا؟ لماذا يجب أن يقتصر تصوير العمل السينمائي على الاستديو؟".
وقالت بيريسيلد (37 عاماً)، التي تلعب دور طبيبة طُلب منها السفر إلى محطة الفضاء لإنقاذ حياة رائد فضاء: "كل ثانية كانت اكتشافاً كبيراً".
وأفاد شيبينكو بأن الطاقم على متن محطة الفضاء الدولية شارك في التصوير، فضلاً عن إمساكه من قدميه لمنعه من الاصطدام بالأشياء. وأضاف أن التجربة علمته أساليب جديدة في صناعة السينما.
وقال "بعض المشاهد التي تخيلتها بطريقة ما على الأرض اجتمعت معاً بشكل مختلف تماماً... (في الفضاء) يمكن أن يلتقي شخصان وجهاً لوجه، لكن أحدهما سيكون رأسه مرفوعاً والآخر في وضع أفقي (بينما) تكون الكاميرا على مستوى مختلف، وهذا يغير وعيك تماماً".
وأضاف "بالنسبة لي كان اكتشافاً سينمائياً".
وأشار شيبينكو إلى أن العمل على فيلم "التحدي" سيستمر حتى نهاية العام المقبل، ومن المحتمل أن تستغرق مشاهد الفضاء ما بين 25 إلى 35 دقيقة عند الانتهاء من إعدادها. وأضاف أن موعد العرض لم يُحدد، لكن ربما تُنشر لقطات تشويقية مسبقة من الجزء الذي صُوّر في الفضاء كدعاية للفيلم.
ولم يُكشف النقاب عن الكلفة، لكن شيبينكو قال إن هناك اهتماماً عالمياً كبيراً. وأضاف "أعتقد أنه لو عُرض الفيلم على مستوى عالمي فسيغطي ميزانيته".
كان المخرج والممثلة قد خضعا لتدريب مكثف، لتعليمهما طريقة تحمّل التسارع القوي خلال الإقلاع أو التحرك في انعدام الجاذبية.
يشكل ذلك لموسكو وسيلة لتسجيل نقاط بعد الإخفاقات الكثيرة التي منيت بها في السنوات الأخيرة على صعيد إطلاق الأقمار الاصطناعية والرحلات المأهولة أو المهمات العلمية، خصوصاً بفعل نقص الابتكار والفساد المستشري.
وفي مؤشر إلى أهمية المشروع، اختارت موسكو لإنتاج فيلم "التحدي" أسماء من العيار الثقيل: مدير "روسكوسموس" ونائب رئيس الوزراء السابق ديمتري روغوزين، والرئيس النافذ لقناة "بيريفي كنال" التلفزيونية كونستانتين إرنست.
كان ديمتري روغوزين القوة الدافعة الرئيسية وراء المشروع، ووصف صنع أول فيلم روائي طويل في العالم في الفضاء بأنه فرصة "لرفع مكانة الأمة في الفضاء". وقال، في يونيو/حزيران الماضي: "لقد أصبحت الأفلام منذ فترة طويلة أداة دعاية قوية"، مجادلاً بأن الفيلم الجديد سيساعد في مواجهة ما وصفها بالجهود الغربية لـ"إذلال" برنامج الفضاء الروسي.
ويتقدم المشروع الروسي بذلك على عمل سينمائي آخر معلن عنه في هذا الإطار لنجم أفلام "ميشن: إيمبوسيبل" توم كروز (58 عاماً)، ومخرج "مستر أند ميسز سميث" دوغ ليمان (55 عاماً). لم يكشف أبطال العمل الأميركي أي تفاصيل عن الجدول الزمني للمشروع الذي كان مقرراً إنجازه بالتعاون مع "وكالة الفضاء الأميركية" (ناسا)، وشركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)