قضت المحكمة العليا في ألمانيا، اليوم الثلاثاء، بإمكانية بقاء منحوتة مصنّفة على أنّها معادية للسامية وتعود إلى القرون الوسطى على واجهة كنيسة في بلدة فيتنبرغ، شرقي ألمانيا، رافضةً استئنافاً تقدّم به المدعي اليهودي الذي جادل منذ سنوات بأنّ المنحوتة تمثّل إهانة لجميع اليهود، بحسب وكالة رويترز.
تمثّل منحوتة يودنسو (Judensau)، التي تعود إلى القرن الثالث عشر، والموجودة في كنيسة فيتنبرغ، صورة كاريكاتورية لحاخام يرفع ذيل خنزير فيما يرضع طفلان يهوديّان منه. مع العلم أنّ الخنازير تعتبر نجسة في اليهودية.
في الوقت الذي يحذّر فيه السياسيون من تصاعد معاداة السامية في ألمانيا، يرى الكثيرون أنّ الحكم بمثابة تذكير بالمشاعر المعادية لليهود، والتي كانت منتشرة على نطاق واسع في العصور الوسطى.
ويخوض المدّعي معركة قضائية منذ العام 2018 لإزالة التمثال.
بحسب رويترز، أيّدت محكمة العدل الفيدرالية، وهي أعلى محكمة استئناف في البلاد، الأحكام الصادرة عن المحاكم الدنيا التي رفضت القضية، واعتبرت أنّه لا يوجد حالياً أيّ انتهاك لدعم مثل هذه الدعوى.
وقالت المحكمة في بيان: "قررت (المحكمة) عدم وجود ضرورة لإزالة الحجر الرملي المرتبط بالواجهة الخارجية لكنيسة فيتنبرغ".
تعدّ المنحوتة في فيتنبرغ واحدةً من قرابة عشرين منحوتة مماثلة تعود إلى العصور الوسطى، ولا تزال موجودة في الكنائس في جميع أنحاء ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا.
في العام 2020، قضت المحكمة الإقليمية العليا في ناومبرغ بأنّ عرض المنحوتة التي ترتفع عن الأرض 4 أمتار، لا يعتبر جريمة.
في وقت سابق، وتحديداً في العام 1988، قالت الكنيسة إنّها، وبالتشاور مع الجالية اليهودية، قد وضعت بجانب المنحوتة، لوحة تذكارية لستّة ملايين يهودي لقوا حتفهم في الهولوكوست.
تشتهر فيتنبرغ بأنّها البلدة التي يقال أنّ مارتن لوثر علّق رسائله المتحدية للكاثوليكية على باب كنيستها في العام 1517، ممّا أدى إلى انطلاق حركة الإصلاح البروتستانتي في ألمانيا.