يُعَدّ الكعك المسفيوي، من أبرز الحلويات الشعبية التي عرفتها مدينة "آسفي" المغربية، حتى صار علامة مسجلة لها.
تخفي هذه الحلوى البسيطة التي توارثتها الأجيال تاريخاً عريقاً وقصصاً عجيبة تعود إلى القرن الـ 17، حين قرر الملك فيليب الثالث، بدعم من البطريرك خوان دي ريبيرا، أسقف بلنسية، طرد جميع الموريسكيين من الأندلس، لأنهم لم يغيروا دينهم من الإسلام إلى المسيحية.
فُرض على الموريسكيين عدم أخذ أي شيء معهم، فاخترعوا طريقة ذكية مكنتهم من تهريب حليّهم، بوضعها وسط عجين وخبزه على نار هادئة، موهمين السلطات الإسبانية بأنها مؤونة للطريق.
هنا بدأت تتشكل أول ملامح الكعك مع استقرار الموريسكيين في مدينة آسفي، وظل إلى اليوم يقدم في المناسبات، كذلك أصبح من المدخولات الأساسية التي تعتمدها نساء مدينة آسفي لإعالة أسرهن.
"العربي الجديد" زار المواطنة المغربية جميلة الفقيري، وهي من أهم صانعات الكعك، بعد أن توقفت عن العمل في بيع الملابس.
الفقيري اليوم أصبحت تعلّم صناعة الكعك لسيدات أخريات، حتى يتمكنّ من إعالة أنفسهن وأسرهن أيضاً.