الفنانون عرب يبحثون عن التجديد: إنتاجات غنائية في قالب قصصي

28 مايو 2021
نانسي عجرم تخاطب الهاربين إلى الموسيقى (فيسبوك)
+ الخط -

على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تخيّم على لبنان منذ عامين، ومع تسابق الأحداث السياسية والأمنية، فضلاً عن انتشار فيروس كورونا، يرى بعض المغنين في العالم العربي أنه لا بد من التغيير، واتباع وسائل جديدة في عالم الإصدارات الغنائية.
قبل ثلاث سنوات، أصدرت المغنية اللبنانية إليسا ألبوم "إلى كل اللي بحبوني". الأمر كان عادياً جداً، لولا اختيار إليسا لرواية تجربتها مع مرض السرطان بداية كليب الأغنية/العنوان. دقائق معدودة كانت كفيلة بدفع الألبوم إلى النجاح خلال ساعات، وفقًا لخطة المخرجة اللبنانية إنجي جمّال، التي خطفت من إليسا سيناريو إصابتها بسرطان الثدي وحولته إلى مشاهد مؤثرة، تروي قصة العلاج، ومراحل العمل والاكتئاب التي صاحبت إليسا طوال تلك الفترة، حتى خروج الطبيب المعالج نهاية الكليب بشكل حقيقي، ليزف خبر انتصار إليسا على المرض.
استثمرت إليسا القضية الإنسانية لصالح الجمعيات الخيرية والطبية، وتحولت إلى "رمز" خاص يشجع النساء على القيام بالكشف المبكر تفادياً للإصابة.
الرواية المحكية بصوت إليسا، شكلت تحولاً في فنون التسويق للأعمال الغنائية، خصوصاً أنها تحتوي على كلمات مؤثرة، لا تخلو من الشفافية ومن صاحبة الشأن.


ويبدو أن ذلك دفع بالفنانة نانسي عجرم إلى القيام برواية صغيرة أخرى، قبل أيام، لتعلن فيها عن قرب إصدار ألبومها الغنائي الجديد، الذي يحمل عنوان "نانسي عجرم 10"، في إشارة إلى أنه عاشر ألبوم غنائي تصدره صاحبة "يا سلام"، بعد أربع سنوات من إصدار عمل كامل لها.
نانسي تروي بصوتها الواضح أنه مسجل من هاتف، خواطر، لتصل إلى نتيجة واحدة مفادها أن "نوتة" موسيقية واحدة هي من تجعلك تهرب فقط و"اعرف إنه بس الموسيقى فيها تخليك تهرب".

تركيبة هادئة لكنها غير واضحة، بالنسبة لمتابعي نانسي عجرم، لما تضمنه من "فلسفة" حاولت عجرم تبسيطها لكنها لم تفلح. فالصور التي يمكن أن نتخيلها في الحكاية القصيرة تبدو متشعبة، رغم الـ41 ثانية المؤقتة، لينتهي "تيزر" الإعلان الأول عن الألبوم بموسيقى الأغنية الأولى التي، بحسب التفاصيل، ستحاكي فيها عجرم الهاربين إلى الموسيقى بطريقة وجدانية، مستجدة على بعض القضايا التي طرحتها عجرم من قبل في أغنياتها.
ثمة تحول واضح في طريقة إعداد وتسويق الأعمال الغنائية الجديدة في العالم العربي. وثمة محاولات من قبل المغنين أنفسهم لكسر حاجز النمطية الذي أثقل حضورهم لسنوات، ووضعهم في دائرة مغلقة جداً من دون أي تقدم "إبداعي" يستفز الجمهور، أو هدف يزيد من نجاحهم، وضوء "النجومية" المكتسب سلفًا من البدايات، وتفاصيل دقيقة عملوا عليها في السنوات الأولى لدخول معترك الغناء والتأسيس لقاعدة أكل عليها الزمن وأصبحت بحاجة ماسة إلى تجديد أو تنويع في الفكرة والكلمة والألحان، وحتى في تجارب فنية أخرى، قام بها الجيل الأول من المغنين، وتحدى موهبته الغنائية، ليس فقط في المهرجانات والحفلات، بل من خلال دخوله عالم السينما والمسرح، والقفز من نجاح إلى آخر.

المساهمون