تعمد بعض المغنيات في العالم العربي إلى إنتاج أغانٍ تتناول حقوق المرأة ومطالب الحركة النسوية. الأغاني تحاول بثّ القوة ومساندة النساء في الأزمات التي يتعرّضن لها في المجتمع الأبوي. أول من أمس، طرحت شركة لايف ستايلز استوديوز أحدث أغنية للفنانة اللبنانية نوال الزغبي تحت عنوان "حفلة". الأغنية من كلمات هاني صارو وألحان أحمد زعيم وتوزيع عمرو الخضري.
وصُوّرت على شكل فيديو كليب مع المخرج اللبناني فادي حداد الذي لم يضف أي جديد على القضية التي تطرحها الأغنية، بل اعتمد على سيناريو "بيوتي شات" متخذاً من الأزياء والماكياج وسيلة لجذب المشاهد. يرتكز كليب أغنية "حفلة" على فكرة بسيطة ومختلفة، إذْ ظهرت نوال الزغبي كطبيبة نفسية تقف إلى جانب نساء في مشاكلهن مع رجالهنّ، وتقدّم لهن النصيحة بأن الحياة لا تقف عند أحد.
أغنية "حفلة" باللهجة المصرية، وبقالب غنائي إيقاعي، وتمحورت فكرتها حول أهمية ألا تقف المرأة عند أي علاقة عاطفية فاشلة، وألا تُسلِّم قلبها إلا للرجل الذي يصون كرامتها.
نوال الزغبي كانت قد قدمت عام 2010 أغنية حول حرمان الأم من أطفالها. يومها اختارت برنامج "ستار أكاديمي"، وأطلت من خلاله بأغنية "فوق جروحي"، كرسالة لزوجها السابق إيلي ديب بعدما ارتفعت حدة النزاع بين الطرفين، وحكي يومها عن نيته حرمانها من أطفالها الثلاثة.
لم تبتعد الزغبي عن أغنية زميلتها المغربية سميرة سعيد "ما حصلش حاجة"، من إنتاج "روتانا" عام 2016 وكلمات شادي نور وألحان بلال سرور وإخراج أنجي جمّال. وجهت سعيد ضمنها رسالة إلى كل امرأة بالانقلاب على أي مشكلة بإمكانها أن تعيق طريقها، وعدم الاستسلام خوفًا من قبضة الرجل.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم تناول مثل هذه المواضيع في الأغاني العربية. مجموعة من المغنيات اخترن هذا اللون، وقدمن كليبات تروي قصص المرأة المُعنفة، وتحديداً إليسا في كليب "يا مرايتي" من إنتاج شركة روتانا عام 2015، وبتوقيع المخرجة اللبنانية أنجي جمّال. ويعتبر الكليب من أفضل القصص المصورة التي تطرح قضية الاعتداء على الزوجة، وعدم مراعاة الأطفال للنزاع القائم بين الأهل. وكان بمثابة رسالة اتفقت بشأنها إليسا مع منظمات غير حكومية، ليتحول الكليب إلى رسالة لفضح أي حالة تعنيف تتعرض لها النساء في العالم العربي، والاستعانة بالمختصين، وتحييد الأطفال عن ذلك بكافة الوسائل.
وقدمت كارول سماحة عام 2019 كليب حول المرأة المطلقة. وأرادت سماحة من خلال هذا العمل الصراخ بأعلى صوت في وجه مُجتمع ذكوري يصف المرأة المطلّقة بالعار. ففي الوقت الذي تحول الانفصال فيه إلى شبحٍ تعاني منه النساء على اعتبار أنّ "المرأة الحقيقية" هي "ملكة في بيت زوجها"، وحالما يحصل الطلاق تخسر مكانتها في المجتمع وتُصبح امرأة منبوذة أو مطمعًا للرجال.
تحاول نوال الزغبي اليوم الدخول في هذه الدائرة، ربما هربًا من الأغاني التقليدية التي تصدرها بين حين وآخر، ولا تعمر كثيراً، ربما بسبب الاستهلاك الذي يعانيه عالم الأغنية العربية، وقلة استغلال الفنانين لخبرات جديدة تنقذهم.