شهدت الأسابيع الأخيرة في لبنان سلسلة جرائم بحق الأطفال والقاصرين، تراوحت بين العنف الجنسي والعنف الجسدي، فانتشرت مقاطع مصوّرة وأخبار شبه يومية عن تعنيف بالغين أطفالهم أو أخبار أمنية عن إلقاء القبض على متحرشين ومغتصبين، وإقفال حضانة كانت تعنّف الأطفال الموجودين فيها.
في ظل هذا الوضع أعلنت جمعية "حماية" التي تعمل على حماية الأطفال من العنف في لبنان عن تعيين الممثلة ماغي بو غصن سفيرة لها. وقد عقدت لهذا الهدف مؤتمراً صحافياً، تحدّثت فيه الممثلة اللبنانية عن "رسالتها" لحماية الأطفال من العنف.
لكن انتقادات كثيرة طاولت بو غصن، خصوصاً أنه سبق الإعلان عن تعيينها سفيرة للجمعية انتشار مقطع فيديو على الكورنيش البحري في منطقة الضبية (شمال بيروت) وهي تهاجم سيدة تضرب طفلها، وتمّ الترويج للفيديو بصفته حقيقياً، ليتبيّن لاحقاً أنه مجرد مقطع ترويجي، تمهيداً للإعلان عن شراكتها مع "حماية".
تحاول ماغي بو غصن أن تدخل دائرة زملائها الذين سبق أن عُيّنوا في السنوات السابقة سفراء لقضايا إنسانية أو اجتماعية، أو ممثلين لجمعيات محلية، تزامناً مع الاتجاه العالمي لانخراط النجوم أكثر وأكثر في قضايا مجتمعاتهم، سواء لناحية الحدّ من العنف أو مناصرة الجمعيات البيئية والمناخية، أو حتى مواجهة صعود اليمين المتطرف في العالم.
وبالفعل تبدو خطوة بو غصن جيدة، وإيجابية، خصوصاً وهي تحاول أن ترسم صورتها بدقة كنجمة عربية لا محلية فقط، من خلال ظهورها سنوياً خلال شهر رمضان في مسلسل عربي مشترك من بطولتها، ومن إنتاج شركة "إيغل فيلمز" التي يملكها زوجها المنتج جمال سنان.
في مؤتمرها الصحافي أكدت بو غصن أنها ستعمل جاهدة على دعم الأطفال والحدّ من استخدام العنف الجسدي ضدهم، كما أنها ستبني على هذه القضية فكرة مسلسلها الرمضاني للموسم المقبل؛ أي 2024. وكشفت عن تفاصيل قليلة حول العمل، قائلة إن أحداثه تدور في إطار اجتماعي تثقيفي خفيف، لكنها رفضت الدخول في لعبة الأسماء أو من سيشاركها في العمل، وإن كان لبنانياً بالكامل أم مشابهاً لما قدّمته لسنوات من تعاونات مع ممثلين عرب، مثل السوري قيس الشيخ نجيب، أو التونسي ظافر العابدين اللذين تقاسمت معهما دور البطولة في "جوليا" و"كاراميل"، قبل أن تخطو نحو الأعمال الدرامية تماماً، مع مسلسل "للموت" بأجزائه الثلاثة الذي قدّمته مع زميلتها دانييلا رحمه، وهو العمل الذي لا يخلو من مشاهد العنف النفسي والجسدي ضد الأطفال، خصوصاً في جزئه الثاني، إذ نُتابع في أحد الخطوط الدرامية شخصية "حكيمة" (ليليان نمري) التي ترأس عصابة تقوم بتعنيف الأطفال وتشغيلهم بطريقة غير شرعية، ما ينتهي بسجنها.
ينتظر أن تستكمل حملة بو غصن قريباً، من خلال توجهها إلى بعض الجمعيات الخاصة التي تعمل مع الأطفال والقاصرين، بانتظار عرض مسلسلها الجديد، ولتبيان ما إن كان حقيقة عملاً مناصراً وتوعوياً يحاول الحد من العنف ضد الأطفال، أم مجرد عمل ترويجي لها ولفريق عملها.