"العربي الجديد" تواجه منشد "يبرود واليهود" علي بركات

28 فبراير 2014
+ الخط -

بدأ العمل العسكري مع والده منذ عامه الـ 13. نشيده "حطّمنا جيش اليهود وجايي دورك يا يبرود" أثار سجالات كثيرة حول العالم العربي. في حديث لـ"العربي الجديد" عن حياته يشدّد على أنّ "قناة المنار فاسدة".

علي بركات هو بداية عنصر في حزب الله. منشد بالدّرجة الأولى ومقاتل متأهّب للمعارك عند احتدامها. تدرّب على فنون القتال واستخدام السّلاح حين كان عمره 8 سنوات. كان يرافق والده، الذي يصفه بـ"المقاوم"، في تدريباته العسكرية. يعشق الموسيقى. بدأ أناشيده منذ صغره وأنجز الألبوم الأول له عام 1998 بعنوان "فجر الحرية" وتضمن أناشيد تمدح المقاومة وأهلها.
رغم رصيده الكبير الذي تضمّن أكثر من 400 نشيد حتّى الآن، بقيت شهرة بركات محدودة بين الأهل وأصحاب المهنة. إلا أنّ الجمهور اللبناني بات يسأل عن اسم المنشد "علي بركات" بعد إصدار أنشودة "يبرود"، التي طلب من الشاعر أبو حسن حطيط كتابتها خلال وجوده في منطقة القصير المحرّرة، على ما قال في حديث لـ"العربي الجديد".

أثارت كلمات النشيد استهجانا لدى عدد كبير من مؤيّدي المعارضة السورية، في حين لاقت ترحيبا واسعا في صفوف حلفاء "حزب الله" والنظام في سوريا. وكتبت عنه معظم المواقع الإلكترونية، المؤيّدة والمعارضة لنظام الأسد، ومعظم الصحف العربية، وبعض الفضائيات والتلفزيونات المحلية والعربية. وقد استفزّ حملة مضادّة لنشيده بعنوان: "أنا يهودي من يبرود" راح يكتبها على Facebook وTwitter ناشطون مع الثورة السورية.
الأنشودة المثيرة للجدل تقول في مقدمتها: "إِحسِم نصرك بيبرود، حزبالله برجالك جود، ارجع من النصر الموعود، يامقاوم روح الله معك، القصير بتشهد والنبك، يا تكفيري جايي جنود، حتخلّي أيّامك سود، جايينا النصر الموعود، اسأل عن ماضينا وعود، حطّمنا جيش اليهود، وهلّق دورك بيبرود، أرض الهرمل أرض أسود، مايهمّا نار وبارود، من ضاحيتي طلوا أسود، يمحو وجودك بيبرود، يا تكفيري مهما طال، حزب الله راسك بيطال، ما تفكّر إنّو الشِّمال، بيحمي راسك أو عرسال".
ينكر بركات بجديّة كبيرة، في حديث خاصّ لـ"العربي الجديد"، أنّه وصف معارضي النظام السوري بأنّهم "يهود"، ويدافع عن نفسه: "هذا كلام غير صحيح، فكلمات الأغنية تقول: انتصرنا على اليهود، والآن جاء الدور كي ننتصر على الإرهاب في يبرود". ويضيف مؤكّدا: "طبعا لا أعني المدنيين ولا الأطفال الذين لا علاقة لهم بالحرب، بل أعني بالدواعش إسرائيل وأميركا والإرهابيين الذين أتوا لتدمير سوريا واحتلالها بإجرامهم"!
يعتبر بركات أنّ نشيد يبرود "ساهم بإبراز أعمالي، فإنتاجه جاء في وقت يستعدّ عناصر حزب الله للقتال في معركة يبرود، والانتصار فيها يعني تغيير وجه الصراع بكامله"!

وعن استعداده للقتال إلى جانب هؤلاء يجيب دون تردّد: " في عمر 13 سنة التحقت بالمقاومة وشاركت في عمليات عدّة أهمّها واحدة من عمليات الأسر التي جرت في شبعا، واليوم أنا مستعدّ أن أترك كلّ شيء ورائي وأذهب إلى ساحة القتال، إذا طُلب منّي ذلك"!
"للنشيد دور كبير للمعركة، فهو ينقل الرسالة إلى المقاتلين، ويتحدّث بلسانهم. والهدف هو التأثير على معنويات العدوّ ورفع معنويات مقاتلينا. وبالنسبة إلى الجمهور المقاوم فهو يحمّس ويشجّع على الاستمرار في دعم الرسالة المشتركة".
يقول بركات إنّه يناصر "كلّ مواطن محقّ يطالب بثورة تحرّره من البؤس والمعاناة في ظلّ نظام ديكتاتوري لا يرحم، وتحديدا في سوريا. لكن ما آلت إليه الثورة في سوريا والتغييرات السلبية التي أدخلت الإرهابيين والمتطرّفين إلى جبهات القتال في شوارعها، كلّ ذلك أدّى إلى تغيير موقفي من الثورة".
"نحن لا نقاتل النساء والأطفال، ولنتذكّر في معاركنا مع العدوّ الإسرائيلي جنوب لبنان، لم يتعرّض أحد من المدنيين إلى ضربة كفّ، حتّى العملاء منهم، فديننا ومبادئننا لا تسمح لنا بذلك"، يقول مبرّرا اعتبار "يبرود" في مرتبة ثانية من حيث العداء بعد "اليهود".
طالب علم النفس واللغة العربية، علي بركات، مردوده المالي يأتي من استديو صغير لإنتاج ألبوماته الموسيقية. وهو يعتمد على مؤسّسات مؤيّدة لخطّ المقاومة وحزب الله، تستعين به للتوزيع الموسيقي والتسجيل".
وعن سبب رفضه التعامل مع قناة "المنار يقول": " لا أحبّ اللفّ والدوران في العمل. وفي قناة المنار هناك محسوبيات وفساد إداري، وهي تعاني من وضع لا يمثّل صورة المقاومة النظيفة".
ويختم الشاب الثلاثيني حديثه قائلا: "أهالي يبرود في قلوبنا وكلمات أنشودتي تتوجّه إلى الارهابيين الذين لديهم فكر أفظع من أفكار اليهود".

 

دلالات
المساهمون