حذرت دائرة الآثار في محافظة كربلاء جنوبي العراق، اليوم الجمعة، من خطر اندثار العشرات من المواقع التراثية المهمة بسبب الإهمال، في وقت بدأت فرق أجنبية بحثية مختلفة زياراتها إلى العراق، وتحديداً محافظة ذي قار، للقيام بمهام تنقيب واسعة.
وقال رئيس مفتشي دائرة الآثار في كربلاء، أحمد حسن جابر، إنّ 53 موقعاً أثرياً في المحافظة مهددة بالاندثار لعدم صيانتها، مضيفاً، في إيجاز قدمه للصحافيين، اليوم الجمعة، أن كربلاء تضم أبنية تراثية متعددة منها مواقع دينية وأخرى مدنية، أبرزها في مناطق العباسية بطرفيها التي أنشأها الوالي العثماني مدحت باشا، وهي ذات طرق واسعة وفسيحة، مشيراً إلى أن المدينة تضم أيضاً قصوراً شاهقة، ما يدل على أنها كانت مزدهرة عمرانياً.
وأشار جابر إلى أنّ "أغلب المواقع التراثية فيها تتعرض للاندثار والانهيار الكامل، نتيجة عدم صيانتها وترميمها منذ مدد طويلة"، مؤكداً أن "التقادم الزمني عليها أدى إلى تهالكها وظهور تشققات كثيرة في جدرانها، كما أن ورثتها لا يقومون بصيانتها على الرغم من مطالبة الهيئة العامة للآثار والتراث بذلك، علماً أن الهيئة لا تملك الأموال حالياً لشرائها، بسبب ارتفاع أسعارها".
يأتي ذلك بينما تواصل الفرق الأجنبية وصولها إلى محافظة ذي قار، للتنقيب عن الآثار في المحافظة التي تضم عدداً كبيراً من المواقع التاريخية.
وأكد مفتش الآثار في ذي قار عامر عبد الرزاق، في بيان، الجمعة، أنّ "بعثتين من المتحف البريطاني زارتا محافظة ذي قار، الأولى زارت موقع تلو في قضاء (مدينة) النصر، والثانية زارت موقع تل كبيبة في قضاء الرفاعي"، موضحاً أن البعثات الأجنبية مهمة وتعمل بشكل مشترك مع منقبين عراقيين.
ولفت عبد الرزاق إلى أن هذه البعثات تستخدم أجهزة حديثة في التنقيب، واكتشفت أبنية مهمة ومعابد في مدينة تلو، موضحاً أن "هذه البعثات ستوفر الكثير من الأيدي العاملة، فضلاً عن توفير فرص عمل في المنطقة"، لافتاً إلى أن "أي آثار تُكتشف تسلم إلى المتحف العراقي في بغداد".
وأشار إلى أن "محافظة ذي قار شهدت العشرات من البعثات، وهذه البعثة الثالثة خلال أسبوع، وهناك ثلاث بعثات ستأتي الأسبوع المقبل"، مبيناً أن "هناك عملاً متواصلاً ومستمراً من أجل أن تكون ذي قار وجهة سياحية وأثرية في العراق والشرق الأوسط".
واستأنف العراق خلال الأسابيع الماضية عمليات التنقيب الخاصة بالآثار في أكثر من محافظة ومدينة، بعد نحو عامين من تجميد غالبية الأنشطة البحثية عن القطع والمخطوطات والأختام في المناطق الأثرية وغيرها التي كانت امتداداً للحضارات السومرية والبابلية، جرّاء تفشي جائحة "كوفيد-19"، ومغادرة بعثات التنقيب الأجنبية.