العدوان على غزة: مواقع التواصل ليست مصدراً للمعلومات

19 ديسمبر 2023
في نيويورك (Getty)
+ الخط -

مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، لجأ كثيرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع المعلومات والتعبير عن غضبهم. لكن هذه المنصات، لا يجب أن تكون مصدراً للأخبار حول العدوان، بحسب مقال نشره موقع ذا كونفيرسيشن أخيراً.
وصُمّمت مواقع التواصل الاجتماعي، والمنصات الأخرى، مثل "إكس" و"إنستغرام" و"يوتيوب" و"تيك توك" لتحقيق أقصى قدر من التفاعل، كما يذكّر مقال أستاذ الفلسفة ومدير مركز الأخلاقيات التطبيقية في جامعة ماساتشوستس في بوسطن الأميركية، نير إيسكوفيتس. وتُعدَّل خوارزميات هذه المنصات، للتأكد من أن المستخدمين يقضون كثيراً من الوقت عليها. وأفضل الطرق لتحفيز التفاعل، هي إما أن تُظهِر للأشخاص الذي من المرجح أن يتفقوا معه، أو أن تعرض لهم محتوى من شأنه أن يثير غضبهم ويصدمهم. ونتيجةً لذلك، فإن المحتوى الذي سيواجهه المستخدم بشكل متكرِّر على وسائل التواصل الاجتماعي، إما أنه يعكس وجهات نظره الخاصة أو يزعجه، أو كليهما.

مواقع التواصل والتفاعل السياسي

بعبارة أخرى، فإن التفاعل السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي، في أغلب الأحيان، لا يولّد أي معرفة جديدة، بل مجرّد ردود فعل عاطفية تلهب المشاعر، من دون أن تُطلع المتابع على أي معلومة تقرّبه أكثر من الوقائع. كذلك، هناك مشكلة التضليل المعروفة. خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، نشر الأفراد والعملاء الحكوميون مواد كاذبة ومضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

في هذا السياق، يوضح إيسكوفيتس، أن مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي العادي، يتعرّض إلى قدر كبير من المحتوى الذي يهدف إلى تعزيز مصالح بعض الحكومات. قد يذهب المُتابع إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات حول الصراع، ولكن ما ينتهي به الأمر غالباً، هو الدعاية السياسية التي تسعى إلى توجيه القارئ. ووسائل التواصل الاجتماعي سيئة السمعة أيضاً في التعامل مع التعقيد، فطبيعة هذه المنصات، مع محدودية مساحتها ومعايرتها تجاه الإعجابات والمشاركة والشعبية، تتعارض مع نقل التعقيد.

مواقع التواصل هدفها المال أولاً

وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لنقل رسائل قصيرة ولاذعة وصارخة، يسهل فهمها وتكرارها وتعميمها. وبدلاً من مساعدة الناس على التفكير في الغموض التاريخي والأخلاقي، تعمل وسائل التواصل الاجتماعي عادة على الترويج لنسخة كرتونية من الواقع، يقول الباحث.
ولعل الأمر الأكثر لفتاً للانتباه، بحسب ذات المقال، هو أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاته يشكّل حافزاً لإنشاء المحتوى التحريضي والتفاعل معه. لكل ما سبق، يوصي الباحث أي شخص يريد أن يبقى مطلعاً ومنخرطاً سياسياً حول هذه الحرب، بألا يحصل على أخباره من وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يركز نشاطه عليها. وصُمّمت هذه المنصات لكسب المال للشركات التي طورتها، وليس لإعلام المستخدم أو مدّه بأي معلومة واضحة، يقول الباحث الذي يذكّر بأن المعرفة تأتي من استهلاك مجموعة متنوعة من مصادر الأخبار الموثوقة والمدققة، وتحدث المشاركة السياسية الهادفة بين أناس حقيقيين في العالم الحقيقي، وتستند إلى معلومات حقيقية.

المساهمون