الصداع يصيب أكثر من نصف سكان العالم

16 ابريل 2022
تشير النتائج إلى أن معدلات الصداع والصداع النصفي قد تزداد (Getty)
+ الخط -

قال باحثون إن 52 في المائة من سكان العالم يتأثرون باضطراب الصداع كل عام، بينما أُبلغ 14 في المائة عن حالات الصداع النصفي، وفق دراسة جديدة. وعلى الرغم من أن الصداع من أكثر الحالات المرضية انتشاراً في أنحاء العالم كافة، فإن الدراسات يمكن أن تختلف حول انتشاره اختلافاً كبيراً، في طرقها وعيناتها، ما قد يؤثر في كيفية تقدير المعدلات العالمية للصداع.

في الدراسة الجديدة التي نشرت في 12 إبريل/نيسان الحالي في مجلة The Journal of Headache and Pain، راجع باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا 357 بحثاً، أنجزت بين عامي 1961 و2020، لتقدير الانتشار العالمي للصداع. ذكرت غالبية المنشورات التي نُظر فيها في المراجعة البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 20 و65 عاماً، ولكن بعضها شمل أيضاً المراهقين والأطفال حتى سنّ خمس سنوات، وكبار السن فوق 65. قاس الفريق البحثي الاختلافات في أساليب دراسة الصداع، عبر الدراسات التي راجعوها. بعد ذلك، جرت عملية نمذجة هذه الاختلافات في الأساليب، وكيفية ارتباطها بتقديرات انتشار الصداع.

أفادت بعض الدراسات عن انتشار الصداع طوال العمر، وبعضها لفترات أقصر بكثير. إحدى أكثر حالات الصداع شيوعاً، الصداع النصفي، وهو حالة عصبية شائعة، تؤثر في أكثر من 12 في المائة من سكان العالم وتسبب آلاماً شديدة. يعاني هؤلاء المصابون من صداع حاد، غالباً على أساس منتظم، وتزيد احتمالية إصابة النساء بهذه الحالة سبع مرات تقريباً مقارنة بالرجال. وعلى الرغم من انتشار مرض الصداع النصفي، فإن العوامل التي تسهم في حدوث الإصابة به لم تكن مفهومة جيداً.

قدّر المؤلفون أن 52 في المائة من سكان العالم قد عانوا من اضطراب الصداع خلال عام معين، إذ أبلغ 14 في المائة عن صداع نصفي، و26 في المائة أبلغوا عن صداع يصاحبه توتر عصبي، و4.6 في المائة أبلغوا عن شعورهم بالصداع لمدة 15 يوماً في الشهر. كانت جميع أنواع الصداع أكثر شيوعاً لدى الإناث منها لدى الذكور، وأبرزها الصداع النصفي (17% عند الإناث مقابل 8.6% عند الذكور) والصداع لمدة 15 يوماً أو أكثر شهرياً (6% للإناث مقابل 2.9% عند الذكور).

في تصريح لـ"العربي الجديد"، قال المؤلف الرئيسي للدراسةروأستاذ طب الأعصاب في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، لارس جاكوب ستوفنر: "وجدنا أن انتشار اضطرابات الصداع لا يزال مرتفعاً في جميع أنحاء العالم، وقد يؤثر عبء الأنواع المختلفة في الكثير من الناس". وأضاف أنه يجب أن يسعى العلماء لتخفيف هذا العبء، من خلال الوقاية وتوفير العلاج الأفضل للمصابين. وأكد أنه "لقياس تأثير هذه الجهود، يجب أن نكون قادرين على مراقبة انتشار العبء في المجتمعات المختلفة. تساعدنا دراستنا على فهم كيفية تحسين أساليبنا".

علوم وآثار
التحديثات الحية

يشير المؤلفون إلى أن غالبية الدراسات التي تناولتها المراجعة، جاءت من بلدان مرتفعة الدخل، ذات أنظمة رعاية صحية جيدة، لذا فقد لا تعكس النتائج حال كل البلدان بدقة، خاصة البلدان منخفضة الدخل. لكن، من شأن إجراء مزيد من الدراسات في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل أن يساعد في تقديم تقدير عالمي أدقّ.

في محاولة لتحقيق نتائج أدقّ، استخدم المؤلفون مجموعة واسعة من الدراسات التي أخذت عينات من المشاركين خارج الدراسات السريرية، مثل موظفي الشركات، وطلاب الجامعات، وموظفي المستشفيات. تشير النتائج إلى أن معدلات الصداع والصداع النصفي قد تزداد. لذلك، يشدد المؤلفون على ضرورة أن تجرى في المستقبل دراسات لتحليل الأسباب المختلفة للصداع، التي تتنوع عبر المجموعات السكانية، بهدف الوقاية وتحديد العلاج بشكل أكثر فعالية.

تؤيد دراسة نشرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في دورية Frontiers in Pain Research، نتائج الدراسة الحالية، لكنها تضيف أن العوامل الوراثية قد يكون لها دور أيضاً في هذا الانتشار الكبير للإصابة بالصداع. ووفقاً للدراسة التي استندت إلى المعلومات الجينية والبيئية، من أكبر قاعدة بيانات في العالم عن التوائم، فإن مستويات الهرمونات في الرحم قبل الولادة قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بالصداع النصفي في مرحلة لاحقة من العمر بعد البلوغ. 

تشير الدراسة إلى أن العوامل الجينية المتعلقة بخطر الإصابة بالصداع النصفي، قد تختلف بين الرجال والنساء. الدراسة التي أعدها فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا - سان دييغو، توصلت إلى أن خطر الإصابة بالصداع النصفي في وقت لاحق من الحياة لا يُفسَّر بالكامل من خلال العوامل الوراثية. وسجل الفريق أيضاً اختلافات في المخاطر الجينية للصداع النصفي التي تعتمد على الجنس، مع وجود أدلة على وجود جينات مختلفة تؤثر في المخاطر لدى النساء والرجال.

زلفت ستوفنر إلى أن مقارنة نتائج الدراسة السابقة والتقديرات العالمية تشير إلى أن معدلات الصداع والصداع النصفي قد تزداد. ومع ذلك، ونظراً لأنه يمكن العلماء فقط تفسير 30% أو أقل من التباين في تقديرات الصداع، فإنّ من السابق لأوانه استنتاج المستوى الدقيق لزيادة معدلات الصداع عالمياً "بشكل نهائي".

دلالات
المساهمون