عدوان إسرائيلي جديد يشنّه وحش الاحتلال على قطاع غزّة، والضفة الغربية أيضاً، يبلغ مرتبة "إبادة". المفردة تتردّد في تعليقات وكتابات عربية وغربية مختلفة. عدوانٌ يطرح تساؤلاً عن علاقة السينما أولاً، والسينما العربية خاصة، بهذا النوع من الجرائم، وهي قانونياً وأخلاقياً وحسّاً بشريّاً جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية، أو إبادة جماعية.
في تاريخ العالم، حصلت جرائم وإبادات جماعية، في حروبٍ أو في مراحل "سلمية" أحياناً، وأسبابها عدّة: عرقية، ودينية، واجتماعية؛ أو ربما بدافع الانتقام.
"العربي الجديد"، في ملفّه هذا، يبحث في تساؤلات عدّة: إلى أي مدى استطاعت السينما إعادة تجسيد تلك الجرائم؟ هل تمكّنت من نقل حالة الضحية في لحظاتها الأخيرة، وكيف؟ وإذا لا، لماذا؟ أليست هناك أفلامٌ تروي الجريمة/الإبادة من وجهة نظر مرتكبها؟ هل بلغت الأفلام مرتبة التأسيس لأخلاقيات وقوانين تحول دون تكرارها، علماً أنّ السينما غير معنيّة، مباشرة على الأقلّ، بذلك؟ ماذا عن السينما العربية والجرائم المرتكبة في بلدان عربية، بدءاً من الحروب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين: هل تمكّنت من "توثيق" الجرائم والكشف عنها وتقديمها إلى العالم في أفلامٍ وثائقية أو روائية، أم أنّها تنتظر "الآخر"، إسرائيلياً أو أجنبياً، كي يفعل هذا؟