الرياضة الإنكليزية تقاطع منصات التواصل الاجتماعي

01 مايو 2021
بدأت المقاطعة عصر الجمعة وتستمر حتى الإثنين (لورنس غريفيث/فرانس برس)
+ الخط -

انضم "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم" (يويفا) و"الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) و"الاتحاد الدولي للتنس" وأندية الكريكت والرغبي الإنكليزية واتحاد التنس البريطاني إلى لاعبين ورياضيين وهيئات رياضية بريطانية في حملة مقاطعة لوسائل التواصل الاجتماعي مدتها أربعة أيام، للاحتجاج على الإساءة عبر شبكة الإنترنت.

بدأ الصمت على وسائل التواصل الاجتماعي عصر أمس الجمعة، ويستمر حتى مساء الإثنين المقبل، ويشمل مباريات ينظمها "يويفا" غداً الأحد في نصف نهائيات دوري الأبطال النسائي. كما انضم دوق كامبريدج، الأمير ويليام، إلى حملة المقاطعة، علماً أنه رئيس "اتحاد كرة القدم".

وانضم القسم الرياضي في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية ونظيره في شبكة "سكاي نيوز" إلى الحملة. أما "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) فأعلنت أنها لن تشارك، لكنها "ستواصل العمل بجد، وعلناً، للتصدي لإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكشف العنصرية ومواجهتها".

كما أكدت "فورمولا 1" أنها "ملتزمة بالكامل بمكافحة أي شكل من أشكال التمييز عبر الإنترنت أو غير ذلك"، و"تدعم" الهيئات الرياضية والرياضيين المشاركين في المقاطعة. وفهم من بيانها أنها لن تنضم إلى المقاطعة، لأنها لا تواجه نفس الإساءات عبر منصات التواصل الاجتماعي. لكن العديد من سائقي "فورمولا 1" يشاركون في هذه الحركة الاحتجاجية، وبينهم بطل العالم سبع مرات لويس هاميلتون.

كان رئيس "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم"، ألكسندر تشيفرين، وجّه خطاباً أمام الاتحادات المكونة من 55 عضواً، الأسبوع الماضي، لحث المنخرطين في كرة القدم الأوروبية على تقديم شكاوى رسمية بشأن "الرسائل أو التغريدات غير المقبولة". وقال تشيفرين، في بلدة مونترو السويسرية، "اكتفينا من هؤلاء الجبناء الذين يختبئون خلف مجهوليتهم لبث أيديولوجياتهم المسمومة".

وأصدر "الدوري الإنكليزي الممتاز" بياناً قبل أيام، قال فيه إنه لن يتوقف عن مواجهة الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي "إلى أن تزال الانتهاكات التمييزية عبر الإنترنت من لعبتنا ومن المجتمع". وأضاف البيان: "نعلم أن المقاطعة وحدها لن تحل المسألة، لذا سنواصل اتخاذ خطوات استباقية للدعوة إلى التغيير".

ونشر عدد من اللاعبين بياناً قبل وقت قصير من بدء الاحتجاج، في حين غيرت أندية كرة القدم أيقوناتها على منصة "تويتر" إلى نسخة داكنة من شعارها.

في 8 إبريل/نيسان أعلن نادي "سوانزي سيتي" ولاعبوه مقاطعة منصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر" و"لينكد إن" و"تيك توك" و"يوتيوب" و"سناب شات"، لمدة 7 أيام، بسبب الإساءات العنصرية المرسلة عبرها. وكتب النادي إلى الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" جاك دورسي ونظيره في "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، للمطالبة بمزيد من الإجراءات الشرطية الصارمة والعقوبات لمن ينشرون رسائل عنصرية.

وقال حينها كابتن "سوانزي سيتي" مات غرايمز: "ثلاثة من فريقنا تعرضوا لإساءات عنصرية في الأسابيع الأخيرة، وكفريق ونادٍ، أردنا اتخاذ هذا الموقف، لأننا ندعو مرة أخرى أولئك الذين هم في طليعة شركات التواصل الاجتماعي إلى تنفيذ التغيير المطلوب الآن وفي المستقبل". وأضاف غرايمز: "أجد أنه من المذهل أننا ما زلنا نتحدث عن العنصرية وانتهاكات من هذا النوع. نحن ندرك تماماً الضغوط في عالم كرة القدم على هذا المستوى، لكن لا ينبغي الاستهانة بالإساءات وبتأثيرها على شخص ما".

ألكسندر تشيفرين: اكتفينا من هؤلاء الجبناء الذين يختبئون خلف مجهوليتهم لبث أيديولوجياتهم المسمومة

انضم حينها "رينجرز"، بطل "دوري اسكتلندا الممتاز"، و"برمنغهام سيتي" إلى "سوانزي سيتي" في مقاطعة منصات التواصل الاجتماعي لأسبوع. كما دعا مدرب "وست بروميتش ألبيون" المنافس في "الدوري الإنكليزي الممتاز" لكرة القدم، سام ألاردايس، أندية القمة في إنكلترا كلها إلى المقاطعة. وقال ألاردايس "بالنسبة لي هذا سيكون السبيل الوحيد لأي تغيير محتمل".

في مارس/آذار الماضي، أغلق مهاجم منتخب فرنسا وأرسنال السابق، تييري هنري، حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على تقاعس الشركات المسؤولة عن هذه المواقع في معاقبة المسؤولين عن رسائل العنصرية والتهديد والكراهية.

وفي فبراير/شباط الماضي، تحدث حارس أرسنال، بيرند لينو، عن تجربته الشخصية مع الإساءات التي يتعرض لها لاعبون عبر الإنترنت، قائلاً إن متابعاً طلب منه الانتحار مثل مواطنه حارس ألمانيا السابق روبرت إنكه، مما جعله يبتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي.

انتحر إنكه حارس برشلونة وبنفيكا وهانوفر السابق في 2009، بالقفز أمام قطار سريع، جراء معاناته لسنوات طويلة من الاكتئاب.

وقال لينو (28 عاماً) لشبكة "سكاي سبورتس" حينها: "أديت مباراة شديدة السوء، وبعدها أرسل لي متابع على وسائل التواصل الاجتماعي رسالة تقول افعلها مثل إنكه". وأضاف: "منذ وصلتني هذه الرسالة تيقنت من وجود الكثير من الحمقى على وسائل التواصل الاجتماعي. لهذا السبب لا أطالع وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو أديت مباراة جيدة. لا أحتاج لهذا الأمر. تهدر وقتي ولا تفيدني".

هددت حكومة المملكة المتحدة بفرض غرامات باهظة على الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي إذا لم تحل المشكلة

خلال الشهر نفسه، حددت بعض الهيئات الإدارية لكرة القدم التغييرات التي ترغب فيها، في رسالة إلى "فيسبوك" و"تويتر". وهددت حكومة المملكة المتحدة بفرض "غرامات باهظة" على منصات التواصل الاجتماعي، قد تصل قيمتها إلى مليارات الجنيهات الاسترليني، إذا فشلت في التصدي للانتهاكات.

قبل عامين، شارك عدد من لاعبي كرة القدم في حملة عبر وسم #Enough (كفى)، لمقاطعة منصات التواصل الاجتماعي مدة 24 ساعة، احتجاجاً على الإساءات. لكن اللاعبين، من مختلف الرياضات، لا يزالون يتعرضون للإساءات والعنصرية، إلى درجة دفعت بعض الأندية إلى اللجوء إلى الشرطة.

ووجد تحقيق أجرته "رابطة اللاعبين المحترفين" 56 منشوراً مسيئاً عبر "تويتر" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. نبّهت الرابطة إدارة "تويتر" إلى هذه التغريدات، لكن 31 منها لا تزال متاحة.

وأمس الجمعة، كشف نادي "مانشستر يونايتد" أنه رصد ارتفاعاً بنسبة 350 في المائة في الإساءات الموجهة ضد لاعبيه، مبيناً أن 3300 منشور استهدفهم بين سبتمبر/أيلول عام 2019 وفبراير/شباط عام 2021. ووجد أن 86 في المائة من هذه المنشورات كانت عنصرية، و8 في المائة معادية للمثليين أو العابرين جنسياً.

مانشستر يونايتد: ارتفاع نسبته 350% في الإساءات ضد لاعبينا

من جهة ثانية، شددت "فيسبوك" التي تملك منصة "إنستغرام" على التزامها بمكافحة الإساءات عبر منصاتها. وأعلنت "إنستغرام" التي تضم أكثر من مليار مستخدم، الأسبوع الماضي، عن أداة جديدة تمكّن المستخدمين من تنقية الرسائل الواردة من العبارات المسيئة، وذلك في بريطانيا وفرنسا وأيرلندا وألمانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا. وقالت المسؤولة عن السياسات العامة في "إنستغرام"، كلوتيلد بريند، لوكالة "فرانس برس" إن "بعض الشخصيات العامة، كلاعبي كرة القدم، تعرضت لعبارات مسيئة عبر الرسائل المباشرة في هذه الدول".

وأصدرت شركة "تويتر" بياناً مطولاً في فبراير/شباط الماضي، أكدت فيه "التزامها بضمان محادثة كروية آمنة للجماهير واللاعبين" عبر منصتها، مشيرة إلى أنها حذفت أكثر من 7 آلاف تغريدة متعلقة بكرة القدم في المملكة المتحدة، لانتهاكها قواعدها.

المساهمون