أخبار كاذبة رافقت الرد الإيراني على إسرائيل

14 ابريل 2024
أجسام إيرانية في سماء القدس، 14 إبريل 2024 (سعيد قاق/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إيران ردت بمسيرات وصواريخ نحو إسرائيل بعد قصف قنصليتها في دمشق، مما أثار موجة من الأخبار الكاذبة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع استغلال ناشري التضليل للحدث لفبركة المعلومات.
- التصعيد بين إيران وإسرائيل يتواصل مع تهديدات متبادلة بالرد القوي، وسط دعوات أمريكية للتهدئة لتجنب حرب إقليمية، وانتشار معلومات مضللة حول هروب أسر يهودية وأضرار ناجمة عن الهجوم الإيراني.
- تم كشف العديد من الأكاذيب والمعلومات المضللة المتداولة حول الوضع، مثل صورة ازدحام مسافرين بمطار بن غوريون وفيديو من حادث في روما، مما يبرز أهمية التحقق من المعلومات في سياق النزاعات.

رافق الرد الإيراني ليلة السبت على قصف طائرات الاحتلال القنصلية الإيرانية في دمشق، من خلال استهداف إسرائيل بمسيّرات وصواريخ، أخبار كاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عاد ناشرو التضليل إلى فبركة المعلومات عن الرد الإيراني والتفاعل الإسرائيلي معه، وكذلك اجتزاء المعلومات من سياقها. وبينما تتواصل التهديدات الإسرائيلية بـ"رد قوي" قد يصل إلى داخل حدود إيران، في وقت تضغط فيه الإدارة الأميركية على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للتهدئة، تخوفاً من حرب إقليمية قد تمتد تأثيراتها إلى كامل المنطقة، تتواصل منشورات كاذبة عن الرد الإيراني حققت ملايين المشاهدات والتفاعلات.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائل كاتس، اليوم الأحد، أن بلاده كانت قد قالت في وقت سابق إن أي هجوم يستهدف إسرائيل سيكون الرد عليه داخل حدود إيران، مضيفاً أن هذا "الوعد لا يزال قائماً". ورداً على هذه التصريحات، توعد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، بهجوم أكبر إذا ردت إسرائيل على ضربات ليلة السبت، مضيفاً: "نرى أن عمليتنا مثمرة بالكامل ولسنا بصدد مواصلتها، لكن إذا رد الكيان الصهيوني فستكون عملياتنا المقبلة أكبر حجماً".

وفي السياق، انتشرت صورة قديمة على أنها لـ"هروب أسر يهودية من إسرائيل" خوفاً من الهجوم الإيراني، وفيديو مجتزأ من سياقه على أنه للأضرار الناجمة عن الهجوم الإيراني، وفيديو من روما على أنه هروب مستوطنين إسرائيليين إلى الملاجئ جرّاء الهجوم، ومشاهد من الأرجنتين وتركيا وفرنسا على أنها من إيران وإسرائيل.

أبرز الأكاذيب عن الرد الإيراني

انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة مع ادعاء أنها لهروب جماعي لأسر يهودية من إسرائيل عبر مطار بن غوريون، بسبب خوفها من الرد الإيراني. لكن موقع مسبار للتحقق من الأخبار والمعلومات راجع هذا الادعاء ليتبين له أنّه مضلّل، إذ إنّ الصورة تعود إلى ازدحام مسافرين في مطار بن غوريون قبيل عيد الفصح اليهودي في إبريل/ نيسان من 2022 وليس هذا العام، حيث كان من المتوقع أن يمرّ حوالى 73 ألف إسرائيلي عبر المطار حينها مع تراجع كورونا.

وتداولت حسابات منصة إكس مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يُظهر مشاهد من تل أبيب لهروب مستوطنين إسرائيليين في حالة ذعر إلى الملاجئ خلال الرد الإيراني. بعد تحقّق "مسبار" تبين أنه مضلل، إذ إن المقطع قديم ويعود إلى حادث وقع في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018، خلال انعقاد إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا في العاصمة الإيطالية روما. وأفادت الشرطة الإيطالية حينذاك بإصابة 20 شخصاً حين خرج سُلَّم كهربائي بإحدى محطات مترو الأنفاق عن السيطرة وانهار جزء منه، بعد أن تكدّس عليه عدد كبير من المشجعين وقفزوا عليه.

وادعى ناشرو مقطع فيديو أنه يُظهر الأضرار الناجمة عن الرد الإيراني، قبل أن يتأكد "مسبار" من أن المقطع قديم ومنشور على وسائل إعلام عربية وعبرية منذ 13 مايو/ أيار 2021، على أنه لصواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنة ريشون لتسيون، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس حينها، حين تصاعدت الجولة القتالية بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي عقب شنّ الأخير مئات الغارات على مناطق عدة في قطاع غزة.

وبدأت المزاعم حول الرد الإيراني حتى قبل حدوثه، إذ زعمت منشورات أن قافلة عسكرية إيرانية تنقل أسلحة إلى سورية في إبريل/ نيسان 2024. لكن قسم كشف التضليل في وكالة فرانس برس للأنباء وجد أن الصورة المتداولة يعود تاريخها إلى عام 2019، وتُظهر المركبات المشاركة في الاحتفال السنوي بيوم الجيش الإيراني في طهران.

تضليل حول الرد الإيراني

وحقق مقطع فيديو ملايين المشاهدات وهو يدعي أنه يُظهر "الذعر الإسرائيلي" مع وصول الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية إلى إسرائيل، لكن المدقّق، لويس غالراو، اكتشف أن المقطع، في الحقيقة، يعود إلى الأسبوع الماضي، ويظهر معجبي المغني البريطاني، لويس توملينسون، بالقرب من فندق فور سيزونز في بوينس آيرس في الأرجنتين. 

وتأكد المدقّق، أرسينيوس كيكليك أوغلو، من فيديو ادعى ناشروه أنه من مطار تل أبيب ليلة أمس، فوجد أنه في الحقيقة يعود إلى مترو باريس في 2019. وفتّش صحافي قسم التدقيق في "بي بي سي تحقق"، شايان سارداريزاده، وراء فيديو يدعي زوراً أنه يظهر تأثير الرد الإيراني في إسرائيل، فوجد أنه يُظهر في الحقيقة صواريخ أوكرانية تستهدف السفن الروسية في سيفاستوبول في 23 مارس/ آذار.

وحتى التلفزيون الحكومي الإيراني عرض فيديو مضللاً طوال الليلة كدليل على تأثير صواريخه في إسرائيل، لكنها لقطات قديمة لحريق في تشيلي ولا علاقة لها على الإطلاق بهجوم الليلة، إذ هي من فينيا ديل مار في تشيلي، ويجري تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي منذ فبراير/ شباط الماضي، بحسب منظمة صيادي الأخبار الكاذبة الفنزويلية.

المساهمون