الرئيس الأرجنتيني يحول "تيلام" إلى وكالة إعلانات بعد إغلاقها

02 يوليو 2024
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، روما 12 فبراير 2024 (أنطونيو ماسييلو / Getty)
+ الخط -

بعد أربعة أشهر من إغلاق الحكومة المفاجئ لوكالة الأنباء الأرجنتينية العامة (تيلام) Télam، أعلنت تحويلها رسمياً إلى وكالة إعلانات. جاء ذلك في أعقاب تهديد الرئيس خافيير ميلي أنه سيغلق ما وصفه بآلة "الدعاية" الناطقة بلسان الحكومات اليسارية السابقة في مارس/آذار الماضي.  

وكان ميلي قد أعلن نيته إغلاق الوكالة خلال خطابه في افتتاح جلسات الكونغرس في مارس، قائلاً إنها كانت تستخدم لعقود "للدعاية لكيرشنر"، في إشارة إلى العقيدة السياسية اليسارية لرئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا كيرشنر وزوجها نيستور.

وبعد ثلاثة أيام فقط على خطابه، تم تسييج مكاتبها وإرسال موظفيها البالغ عددهم 700 موظف إلى إجازة مدفوعة الأجر، في خطوة صدمت الكثيرين بسبب سرعتها وعدوانيتها. كما تمت إزالة موقعها الإلكتروني، الذي ينشر أكثر من 500 تقرير إخباري محلي و200 صورة يومياً، بالإضافة إلى محتوى للفيديو والإذاعات.

وأصبح التغيير رسميًا بمرسوم نُشر في الجريدة الرسمية الأرجنتينية يوم الاثنين. وكانت الحكومة قد أعلنت الأسبوع الماضي أن قناة تيلام، التي تأسست قبل 79 عاماً، ستوضع إلى جانب وسائل الإعلام العامة الأخرى تحت إشراف المتحدث باسم الرئاسة مانويل أدورني. الذي أعلن يوم السبت عبر "إكس"، أن "تيلام كما نعرفها لم تعد موجودة. النهاية".

وبحسب المرسوم، سيطلق على "تيلام" الآن "الوكالة الرسمية للإعلان"، وستُكلف "بتطوير وإنتاج وتسويق وتوزيع المواد الإعلانية الوطنية و/أو الدولية". وباعتبارها وكالة إعلانية، فإنها "ستعمل على تركيز موارد الشركة في هذه المجالات، التي توفر فرصًا أفضل للنمو والربحية على المدى الطويل". ويضيف المرسوم أن جميع موارد "تيلام"، بما في ذلك الموظفون وخدماتها الإخبارية والأصول الأخرى، سيتم نقلها إلى وسائل إعلام عامة أخرى أو أطراف ثالثة.

وخلال اجتماع يوم السبت، طالب عمال نقابة الصحافيين SIPREBA بالسماح للموظفين الذين بقوا بالعودة إلى وظائفهم. وطالبوا أيضًا بإزالة السياج وحراسة الشرطة من المكاتب، ووصفوه بـ "عمل قمعي لا يمكن تفسيره" و"اعتداء على حرية التعبير".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وسلطت منظمة مراسلون بلا حدود الضوء على إغلاق مايلي لـ "تيلام" في مؤشرها العالمي لحرية الصحافة لعام 2024. وكتبت المنظمة: "شهد عام 2023 انتخابات حاسمة، خاصة في أميركا اللاتينية، فاز بها من نصبوا أنفسهم مفترسي حرية الصحافة وتعدد وسائل الإعلام، مثل خافيير ميلي في الأرجنتين، الذي أغلق أكبر وكالة أنباء في البلاد في عمل رمزي مثير للقلق". وتراجعت الأرجنتين في التصنيف العالمي لحرية الصحافة 26 مركزا لتحتل المركز 66 في التصنيف لهذا العام.

وحقق ميلي، البالغ 53 عاماً والآتي من خارج المؤسسة السياسية، فوزاً مدوياً في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، مستغلاً الغضب الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ عقود، حيث يبلغ معدل التضخم السنوي في الأرجنتين 250%.

وتعهد الرئيس التحرري الذي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي" بخفض الإنفاق الحكومي وتحرير الاقتصاد وإغلاق المؤسسات الممولة من الحكومة التي يرى أنها لا تخدم "أي غرض".

(فرانس برس، العربي الجديد)

 

المساهمون