"الدولة الإسلامية" يتوعد بتصفية صحافيين عراقيين

30 اغسطس 2014
متظاهرون عراقيون ضد "داعش" في لندن (Getty)
+ الخط -

قال "مرصد الحريات الصحافية" في العراق في بيان أخير أصدره، انه تحقق بشكل تام، من قيام تنظيم "الدولة الاسلامية" باعتقال عدد من الصحافيين وتعذيبهم، وتفجير منازل تعود لهم ومصادرة مقتنياتهم بما فيها ملابسهم وملابس أسرهم بالكامل.

وعبّر "المرصد" في العراق عن قلقه، حيال أوضاع الصحافيين والإعلاميين في محافظتي الموصل وصلاح الدين، ممن لم يتمكنوا من مغادرة المحافظتين قبل سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على مناطق شاسعة منها.

وتفيد تقارير من داخل المحافظتين بقيام "داعش" بتعميم بيانات مختومة بختم "الدولة الاسلامية"، مفادها اصدار أوامر الى جميع عناصر التنظيم، بتصفية الاعلاميين الموجودين في المحافظتين بتهمة "قيامهم بتضليل صورة الدولة الاسلامية لصالح الحكومة العراقية".

وأعرب المرصد عن قلقه الشديد من المصير الذي ينتظر الاعلاميين والصحافيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين، وبيّن أن هناك محاولات من قبله ومن منظمات دولية شريكة لتأمين إخراج عدد من الاعلاميين من المحافظتين وتأمين بيئة آمنة لهم قدر المستطاع.
الا أن مرصد الحريات الصحافية، يجد أن ما يقوم به حالياً غير كاف لاحتواء ازمة الاعلاميين والصحافيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين. وأن جهوده بحاجة الى اسناد ودعم من الحكومة العراقية ومجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة.

ونشر المرصد بعض الوقائع التي حصل عليها وفقاً لشهادات من أصحابها أو ذويهم. ففي الثاني والعشرين من يونيو/حزيران 2014، قامت عناصر داعش باختطاف المصور الصحافي المستقل هشام الحرباوي في منطقة المجموعة الثقافية شمالي مدينة الموصل، بعدما عرضت قناة "التغيير" ثلاثة تقارير مصورة من مدينة الموصل. ويبدو أن داعش حصل على معلومات تفيد بأن مَن صور المادة بالفيديو لتلك التقارير هو الحرباوي.

عناصر "داعش"، ووفقاً لمعلومات مؤكدة حصل عليها المرصد من صحافيين محليين، قاموا باقتياد الحرباوي إلى سجن مديرية مكافحة الارهاب سابقاً والذي بات يستخدم من قبل عناصر "داعش" كمعتقل رسمي لهم، وهناك جرى التحقيق معه عن كيفية تصويره تلك التقارير من دون علمهم ومن دون أخذ موافقة مسؤولي "الهيئة الإعلامية" للدولة الاسلامية.
واشارت المعلومات الى تعرّض الحرباوي للتعذيب على يد عناصر داعش. وتم اطلاق سراحه في الثاني من يوليو/تموز اي بعد 10 ايام من اختطافه، بعد اجراء الوساطات من قبل شيوخ عشائر ودين والتماس عناصر "داعش" لاطلاق سراحه بعدما كانت تنوي تصفيته جسدياً هو وأفراد عائلته.

مصادرة أثاث وملابس
وفي 29 من يونيو/حزيران 2014، اختطف عدد من عناصر داعش الصحافي جمال المصري، وهو مقدم برامج في "قناة الموصلية"، وابنه الكبير، بعد مداهمة منزله. وقد اطلق سراح ابنه في اليوم التالي بينما ابقى عناصر داعش المصري محتجزاً بهدف التحقيق معه. نجل المصري قال للمرصد، انه فوجئ لدى عودته إلى منزلهم بوجود عناصر داعش وقد احتلت المنزل وصادرت اثاث البيت والاموال والمصوغات الذهبية والسيارة التي كانوا يمتلكونها، وحتى ملابسهم، وقاموا بطردهم. وحتى هذه اللحظة لم يتوصل "مرصد الحريات الصحافية" لأية معلومات تفيد بنية التنظيم اطلاق سراح المصري.
ويقول اعلاميون متابعون لنشاط المصري إنه عمل مقدماً للبرامج السياسية في "قناة الموصلية"، وانه كان يدير حوارات مع قيادات من الاجهزة الامنية، منتقداً افعال الجماعات المسلحة .
وفي التاسع والعشرين من الشهر نفسه، قامت عناصر من داعش بمداهمة بيت مقدمة البرامج في قناة الموصلية ميسلون الجوادي، واقتادوها إلى احد سجون النساء. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى مرصد الحريات الصحافية، فإن الجوادي تعرضت للتعذيب على يد عناصر داعش ولم يطلق سراحها حتى الآن.
الجوادي، كانت قد رشحت نفسها خلال انتخابات مجلس النواب العراقي التي جرت في الثلاثين من أبريل/نيسان الماضي ضمن قائمة "إئتلاف العراق" التي يترأسها احمد الجبوري، وهو تحالف منبثق من محافظة نينوى.

تفجير منازل الصحافيين
وفي 15 من الشهر الجاري، اختطف الصحافي احمد خلف الدليمي المعروف صحافياً باسم احمد الوطني، في محافظة صلاح الدين، وحتى الآن لم يتمكن المرصد من التوصل الى معلومات حول ظروف اختطافه أو مصيره.
وفي 28 من الشهر نفسه، قامت عناصر من الدولة الاسلامية بتطويق منطقتي سكن الاعلاميين مروان ناجي جباره وخميس محمد كحروت، وتوجهوا الى منزليهما وقاموا بتفجيرهما، بعد اخراج افراد عائلتيهما بالملابس التي يرتدونها فقط.

وأكد "مرصد الحريات الصحافية" أن "الدولة الاسلامية" بدأت بالفعل بفتح ملفات العديد من الصحافيين الذين كانوا يعملون في عدد من وسائل الإعلام المحلية والاجنبية داخل محافظتي الموصل وصلاح الدين او خارجهما، وبالأخص العاملين منهم في قنوات فضائية.
وأبلغ صحافيون عراقيون يعملون في وسائل إعلام عراقية مختلفة، مرصد الحريات الصحافية أنهم تلقوا منشورات تتضمن عبارات تهديد بالتصفية من تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظتين الموصل وصلاح الدين، عدا نشر أسمائهم وتعميمها على المجموعات القتالية التابعة للتنظيم هناك، والصحافيون هم:

مروان ناجي جبارة/ مدير قناة سما صلاح الدين الفضائية.
علي الحمداني/ مراسل قناة الفيحاء الفضائية.
خميس محمد مراسل قناة العهد الفضائية.
ضياء الجبوري/ صحافي حر.
اخلاص خضير خليفة/ مراسل قناة الفيحاء الفضائية.
هاتف الثلج/ مراسل لوكالة اجنبية وصحف عربية.
جمال البدراني/ مراسل قناة الشرقية.
ايمن الناظم/ مراسل قناة الشرقية.
بشار البدراني/ مصور قناة الشرقية.

وتلقى الاعلاميون السابقون تهديدات بالتصفية في حال عدم اعلانهم التوبة والعمل لصالح الدولة الاسلامية وإبراز نشاطها بصورة ايجابية. ولم يقتصر الامر عليهم بل طالت التهديدات ذويهم أيضاً.
وعممت "الدولة الاسلامية" منشوراً بأسمائهم في مدينة تكريت، طالبة من مجاميعها العمل على ملاحقتهم وتصفيتهم.
وقال الصحافي عدي الحمداني، الملقب علي الحمداني، لمرصد الحريات الصحافية "في اول يوم احتل فيه غناصر داعش قضاء بيجي، تم تفجير منزل شقيقي، وبعدها بايام تم العثور على مناشير وكتب مطبوعة تعود إلى "الدولة الاسلامية" وكان اسمي ضمن قائمة ضمت اسماء عدد من الاعلاميين والصحافيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين".

وعبّر المرصد عن بالغ قلقه من تردّي أوضاع الصحافيين في عدد من محافظات العراق والتهديدات بالتصفية التي تصل الزملاء من عدد من المنظمات المسلحة، على خلفية التغطيات الإعلامية التي يقومون بها في تلك المحافظات. وطالب الحكومة العراقية بالعمل على تأمين حماية ملائمة وتوفير ضمانات السلامة الكاملة في مواجهة المخاطر المحدقة بهم. ودعا وسائل الإعلام التي يعملون لحسابها، إلى المساعدة في تخفيف الضغوط المترتبة على تلك التهديدات.
دلالات
المساهمون