الدلافين تتعرّف إلى متجانساتها عن طريق مذاق البول

19 مايو 2022
أجريت الدراسة على مجموعة من ثمانية دلافين (يولي زوزوليا/ Getty)
+ الخط -

 

تعتمد الدلافين على مذاق البول لتتعرّف إلى متجانساتها المألوفة لها، إلى جانب الأصوات التي تطلقها هذه الحيوانات، على ما أفادت به دراسة نُشرت الأربعاء في مجلة ساينس أدفانسز.

وقال معدّ الدراسة الرئيسي جايسون بروك، لوكالة فرانس برس، إنّ "الدلافين هي الفقاريّات الأولى التي أثبتنا أنّها تتعرّف اجتماعياً إلى بعضها من خلال المذاق فقط"، موضحاً أنّ هذه الحيوانات "تبقي أفواهها مفتوحة وتتذوّق بول الدلافين المألوفة لها لفترة أطول" من تناولها بول تلك غير المألوفة.

استندت هذه الأبحاث إلى مراقبة ردود أفعال ثمانية دلافين شائعة قاروريّة الأنف، أجابت عن سؤال لطالما طرحه العلماء منذ زمن وهو ما إذا كانت الحيوانات تستطيع تصنيف أخرى من نوعها على أنّها "صديقة"، على غرار البشر.

أشارت الدراسة إلى أنّ "الحيوانات يصعب عليها أن تجد بعضها في المحيط، وبمجرّد أنها تستند إلى المذاق لتسمع أو تستشعر وجود أخرى مألوفة لها يمثّل مؤشراً مهماً" للتمكّن من تحديد موقعها، خصوصاً أنّ البول يتميّز ببقائه في الماء لفترة طويلة بعد رحيل الحيوانات.

وكالكلاب التي تشمّ بعضها عندما تلتقي، تُعتبر معاينة الأعضاء التناسلية ممارسة شائعة بين الدلافين، ممّا يتيح لها فرصة تذوّق البول الخاص بها.

وللتأكد من أنّ الدلافين تتعرّف على متجانساتها استناداً إلى مذاق البول، درّب العلماء مجموعة من الدلافين لتوفّر بولها طوعيّاً بعدما قدّموا لها الغذاء، وجُمعت عينات البول في محاقن.

قارن الباحثون ردّة فعل ثمانية دلافين (اثنان من الإناث وستّة ذكور) بعد حقنها بالماء أو البول. وبنتيجة ذلك، احتاجت الحيوانات إلى ضعف الوقت الذي استغرقت في تحليل الماء، لتحلّل البول.

وفي مرحلة ثانية، قدّم الباحثون للحيوانات عيّنات بول أخذت من دلافين مألوفة ثم أخرى من دلافين غريبة، وتبيّن أنّ الحيوانات أمضت في تذوّق عيّنات بول الحيوانات المألوفة ثلاثة أضعاف الوقت الذي استغرقته لتتذوّق بول تلك الغريبة.

وفي النهاية، شغّل العلماء أصواتاً تابعة للدلافين عبر مكبرات الصوت. ويتمتع هذا النوع من الحيوانات بميزة أنّ كل واحد منها يملك صوتاً فريداً يتطوّر لديه في الصغر.

وتزامناً مع وضع العلماء البول أمام الدلافين، شُغّلت أصوات تابعة للدلافين المألوفة التي وفّرت بولها وأخرى خاصة بدلافين مختلفة تماماً.

وعندما شُغّل الصوت التابع للدلافين التي أعطت بولها، أمضت الحيوانات وقتاً أطول قرب مكبرات الصوت، ما يشير إلى أنّ تذوّق بول الحيوانات المألوف تزامناً مع سماع صوتها أثار اهتماماً أكبر لدى الدلافين.

وقال معدو الدراسة "من المحتمل أنّ الدلافين تستطيع التوصل إلى معلومات أخرى من خلال تذوّق البول، كالوضع الإنجابي الخاص بها".

قد تُفضي دراسة كيفيّة تأثير التلوث البحري على قدرة الدلافين في التعرف على متجانساتها، إلى نتائج مهمة في المستقبل. وقال جايسون بروك: "من المحتمل أنّ التلوّث البحري يمنع الذكور من التعرف على الإناث القادرة على التكاثر".

(فرانس برس)

المساهمون