الحرب على غزة... كابوس لخبراء التضليل

18 نوفمبر 2023
تظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني (Getty)
+ الخط -

يصف الخبراء العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه حقل ألغام، إذ يحققون في المعلومات الخاطئة والمضللة، مشيرين إلى أنه من بين أسوأ ما شهدوه على الإطلاق. ومنذ طوفان الأقصى، وما تلاه من عدوان على غزة، غرقت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات والصور ومقاطع الفيديو.
لكن، إلى جانب الصور الحقيقية للمعارك الدائرة في المنطقة، زرعت الجهات الفاعلة السيئة كثيراً من المعلومات المضللة.
في هذا السياق، تنقل مجلة فاست كومباني عن الباحثة والمدربة في مؤسسة التحقيقات "بيلينغ كات"، بوجا تشودوري: "الجديد هذه المرة، خاصة مع "إكس"، هو فوضى المعلومات التي أنشأتها المنصة".
بدوره، يقول زميل تشودوري، إليوت هينغز، إن إقناع الناس بالحقيقة أثبت أنه أكثر صعوبة مما كان عليه الأمر في المواقف السابقة بسبب وجهات النظر الراسخة. يوضح: "يفكر الناس في إطار 'إلى أي جانب أنت؟' بدلاً من 'ما هو الحقيقي'. وإذا كنت تقول شيئاً لا يتفق مع جانبي، فهذا يعني أنك على الجانب الآخر. وهذا يجعل من الصعب للغاية المشاركة في النقاش حول هذه الأمور، لأنها مستقطبة للغاية".
بالنسبة للرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، عمران أحمد، لم تكن هناك سوى لحظتين قبل ذلك، صعُب فيهما على منظمته مراقبتهما وتتبعهما: إحداهما كانت الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020، التي غذّتها المعلومات المضللة، والآخر كان المجال المتنازع عليه بشدة حول جائحة كوفيد-19.
ويوضح أنه "لا أستطيع تذكر وقت مماثل"، إذ "لديك هذه البيئة المعلوماتية الفوضوية تماماً"، مضيفاً أنه في الأسابيع التي تلت طوفان الأقصى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي عكس "البيئة المفيدة أو الصحية التي يمكن الحضور فيها"، في تناقض صارخ مع ما كانت تُستخدم من أجله، لتكون مصدراً للمعلومات حسنة السمعة وفي الوقت المناسب حول الأحداث العالمية فور حدوثها.
وفي الوقت الذي تكون فيه الحاجة إلى أقصى قدر من المعرفة، حول كيفية إدارة المنصات لسيل المعلومات المضللة التي تغمر تطبيقاتها، هناك أقل قدر ممكن من الشفافية.
ويلفت أحمد إلى أنه "نتيجة للفوضى التي أحدثها النظام التشريعي الأميركي، ليس لدينا تشريع خاص بالشفافية. إن إجراء الأبحاث على هذه المنصات في الوقت الحالي شبه مستحيل". 
وتقيّد الشركات نفسها الوصول إلى واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بها، والتي من خلالها كانت المنظمات، مثل مركز مكافحة الكراهية الرقمية، تجري الأبحاث على المحتوى في مواقع التواصل.
وتكافح الحكومات أيضاً للتعامل مع كيفية انتشار المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول أحمد إنه "في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، أطلعتُ الحكومات في جميع أنحاء العالم على الأمر".
واتّصل المعلنون أيضاً بمركز مكافحة الكراهية الرقمية للحصول على معلومات حول المنصات الأكثر أماناً لعرض إعلاناتهم عليها. ويزيد من الأزمة التقدم التكنولوجي نفسه، الذي جعل إنتاج محتوى كاذب مقنع يمكن تقديمه على أنه حقيقي أسهل من أي وقت مضى.
وتقول تشودوري: "لقد استُخدمت صور الذكاء الاصطناعي لإظهار الدعم". لا يمثل هذا بالضرورة مشكلة بالنسبة للمحققين المدربين في مجال المصادر المفتوحة مثل أولئك الذين يعملون لدى "بيلينغ كات"، ولكنه يمثل مشكلة للمستخدمين العاديين الذين يمكن خداعهم للاعتقاد بأن المحتوى الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي حقيقي.

وحتى لو كانت تلك الصور التي ينشئها الذكاء الاصطناعي لا تؤثر على العقول، فإنها يمكن أن تقدم سلاحاً آخر في ترسانة أولئك الذين يدعمون جانباً أو آخر، وهو افتراء يشبه استخدام الأخبار المزيفة لوصف الادعاءات الواقعية التي لا علاقة لها بالواقع.
ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه سمعة الصور أو مقاطع الفيديو الحقيقية للأحداث.
تقول تشودوري: "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن أي شيء لا توافق عليه، يمكنك فقط القول إنه ذكاء اصطناعي ومحاولة تشويه المعلومات التي قد تكون حقيقية".

المساهمون