الجوائز في العالم العربي... الشهرة مهما كان الثمن

11 ديسمبر 2021
من مهرجان "ضيافة" الذي يقام سنوياً في دبي (المكتب الإعلامي)
+ الخط -

كل العالم تأثر بجائحة "كوفيد-19"، لا سيما الفنون التقليدية من مهرجانات وحفلات ومناسبات وموسيقى، وحتى عالم السينما والتلفزيون، ما استدعى خططاً بديلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سبيل عودة الحياة إلى طبيعتها، وهذا ما تطلب جهوداً مضاعفة لتفادي الإصابات أولاً، والخروج بإنتاجات وفعاليات تعيد عجلة الحياة والعمل ثانياً.

لا نبالغ في القول إنَّ ما يشهده العالم اليوم من فعاليّات فنية وثقافية هو مجرد محاولة لا تلتزم بالضرورة بالمعايير الكاملة للنجاح، وهكذا هو حال النشاطات الخاصة بالجوائز والتكريمات القائمة منذ ما قبل الجائحة على المال والعلاقات العامة والمحسوبيات.

بين بيروت ودبي والقاهرة، ثمّة سلسلة متكاملة من المهرجانات الخاصة بالجوائز تُقام منذ أسابيع. أسماء كبيرة ورجال أعمال وسيدات مجتمع لكل منهم نصيب في "الفوز" بجائزة تقديرية عن أعمال قدمت (بعض هذه الأعمال غير معروف)، إذْ يبقى مجرد تقدير معنوي لشخصية اجتماعية يُقال إنّها ساهمت في تمويل المهرجان نفسه، وحضرت لتسلم الجائزة واستغلال الضوء والشهرة أمام طائفة من الفنانين المكرمين والفائزين أيضاً.

أكثر من ثلاثة مهرجانات تكريميّة أقيمت في دبي منذ أسبوعين، وذلك ما يطرح علامات استفهام حول الهدف من وراء كل هذا، وخصوصاً أنّها تحمل عناوين ومسميات فنيّة للمرة الأولى، لعل أغلبها يساهم في الترويج السياحي للإمارة التي تُعْرَف بأنّها مقصد للسفر والسياحة في آن معاً. لكن ذلك لا يلغي فكرة أو تفصيل السؤال حول أسماء بعض الفنانين المكرمين، ومنهم من لم يقدم أعمالاً فنية منذ فترة، لكنه يفوز بجائزة تقديرية أو "فخرية".

سينما ودراما
التحديثات الحية

يتحدى العالم العربي ذاته فنياً، من خلال تنافس قائم على "الأسبقية" في تنفيذ أو الإعلان عن مهرجان تكريمي أو جوائز لأي شخص لمجرد أن الفكرة خطرت في باله، خصوصاً لأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال الميسورين، وذلك بالاتفاق مع شركات تنظيم للدعاية والتسويق، والتي تتبنى الفكرة وتعمل على تنفيذها مع مجموعة شركات تتطفل لاحقاً بالرعاية التجارية وتقديم الخدمات الفندقية والسيارات والمأكولات والهدايا الرمزية، ولا مانع من عبور أصحاب هذه الشركات أيضاً على السجادة الحمراء، وتقديرهم بجائزة ضمن الفعالية.

هكذا تتوزَّع المكاسب في حلقة ضيقة جداً تحت مسميات فنية. ويستغل بعض الفنانين في "التكريم" زيادة في رصيد الشركات المنظمة والشخصيات النافذة الداعمة، وتغيب الأعمال الفنية التي شارك فيها الفنانون عن الحفل، وتغرق مواقع التواصل الاجتماعي في الإشادة بأزياء الفنانات في المهرجان من دون الإشارة لأعمال الفنانين التي استحقت كل هذا. صُور معكوسة جداً من المحسوبيات، تحارب من أجل الشهرة وجني المال، وتثبت في كل مرة أن معظم الفنون والمناسبات والبرامج الفنية المؤثرة لا مكان لها على سلم المصالح والتقدير.

المساهمون