تختتم محكمة فيرفاكس الأميركية الناظرة في دعوى التشهير التي أقامها الممثل جوني ديب على طليقته آمبر هيرد جلساتها الجمعة، وفيما لم يتضح بعد ما ستؤول إليه القضية، لوحظ أن نجم "قراصنة الكاريبي" يحظى بدعم واسع في الشارع وعلى الشبكات الاجتماعية.
تدور معركة قضائية محتدمة بين النجم وزوجته السابقة اللذين يتبادلان اتهامات خطيرة، إذ يتّهم جوني ديب طليقته بضرب سمعته وتقويض مسيرته، إثر تأكيدها في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست سنة 2018 بأنها تعرضت للعنف الأسري قبل ذلك بعامين حين كانا لا يزالان متزوجين، من دون ذكر اسمه صراحة. وينفي ديب هذه الاتهامات، ويطالب بتعويضات قيمتها 50 مليون دولار.
وشنت هيرد هجوماً مضاداً، وطالبت الممثل بتعويض مضاعف قيمته مائة مليون دولار، وأكدت أن ديب عنّفها لسنوات، واغتصبها عام 2015. واتهمت زوجها السابق بأنه أراد تدمير مسيرتها المهنية.
وأدلت عارضة الأزياء البريطانية كيت موس، شريكة حياة جوني ديب في تسعينيات القرن الماضي، بشهادة قصيرة خلال جلسة المحكمة الأربعاء، نافيةً فيها شائعات مفادها أن ديب دفعها على الدرج خلال فترة علاقتهما.
وقالت موس في اتصال بالفيديو من إنكلترا "لم يدفعني يوماً ولا رماني عن أي درج".
خلال الإدلاء بشهادتها في الخامس من مايو/أيار، تحدثت هيرد عن شجار عنيف بينها وبين زوجها في مارس/آذار عام 2015، وأتت على ذكر شائعة كانت متداولة حينها بأن جوني ديب دفع موس ذات مرة وأوقعها عن الدرج.
وروت موس (48 عاماً) في شهادتها حادثة حصلت خلال عطلة كانت تمضيها في جامايكا مع ديب الذي كانت متزوجة منه بين 1994 و1998. وقالت: "كنا نغادر الغرفة، وغادرها جوني أمامي. كانت توجد عاصفة رعدية وعندما غادرت الغرفة، انزلقت على الدرج حتى أسفله، وأصبت بجروح في ظهري".
وأضافت العارضة في شهادتها التي استغرقت ثلاث دقائق "صرخت لأنني لم أكن أعرف ما حصل لي، ولأني كنت أشعر بألم. ركض جوني لمساعدتي، وحملني إلى غرفتي، ووفّر لي إسعافات طبية".
ولم يشأ وكلاء الدفاع عن هيرد استجواب كيت موس.
يتجمع مئات المؤيدين لجوني ديب صباح كل يوم أمام محكمة مدينة فيرفاكس الصغيرة في ولاية فيرجينيا قرب واشنطن، فيما تقتصر اللافتات المؤيدة لهيرد على عدد قليل.
كذلك يحظى الممثل البالغ 58 عاماً بتأييد أكبر بكثير من هيرد على الشبكات الاجتماعية. وعبّر المستخدمون عن تعاطفهم، الثلاثاء، عبر "تويتر" و"تيك توك" حيث تجاوز عدد من شاهدوا وسم "العدالة لجوني ديب" 15,3 ملياراً في مقابل 8,4 ملايين لوسم "أنا مع آمبر هيرد".
وقال أستاذ التواصل في أميريكان يونيفرسيتي جيسون موليكا: "لا شيء يفاجئني فيما يتعلق بالشبكات الاجتماعية والمشاهير"، مذكّراً بأن هذه القضية تخصّ "اثنين من أبرز المشاهير". ولاحظ أن جوني ديب ممثل مشهور عالمياً حرص دائماً على تجنب المناسبات الاجتماعية وأبقى "جانباً غامضاً" يحبه المعجبون.
أما شهرة آمبر هيرد فأقل بكثير. ولاحظ موليكا أنها تحاول منذ بدء المحاكمة أن تبدو "أكثر طبيعية وقريبة من الناس"، لكنّ مساعدتها السابقة كيت جيمس وصفتها بأنها "عدوانية" و"استعراضية".
وقال الصحافي السابق إن مستخدمي الشبكات الاجتماعية "يعبّرون عن آرائهم لكنهم ليسوا خبراء قانونيين". وأشار إلى أن جلسات المحاكمة أبرزت "الجوانب الأكثر إثارة في القضية". لكنه أضاف: "قد لا نحصل أبداً على الحقيقة المدفونة في المياه الموحلة لوسائل التواصل الاجتماعي".
وليست العدائية جديدة تجاه آمبر هيرد، سفيرة منظمة الحقوق المدنية للعنف المنزلي.
وذكّرت الخبيرة في صناعة الترفيه كاثرين أرنولد، الإثنين، بأن مسيرة الممثلة "كانت على وشك أن تشهد صعوداً سريعاً" بعد النجاح العالمي لفيلم "أكوامان" الذي عرض في نهاية 2018. لكنّها تعرّضت "للكثير من الدعاية السلبية" بعد المقال الذي نشرته في "واشنطن بوست".
وأوضح محلل شبكات التواصل الاجتماعي رون شنيل أن حملات التنمر التي تعرضت لها هيرد عبر الإنترنت كانت تحصل عموماً في أعقاب تصريحات أحد محامي جوني ديب، وأحاطت بأول دعوى تشهير رفعها الممثل في لندن عام 2020.
إلا أن مسؤولاً في استديوهات وارنر براذرز رأى أن عدم انسجامها مع الممثل جيسون موموا خلال فيلم "أكوامان" هو سبب مشاركتها المحدودة في الجزء الثاني الذي صور عام 2021.
وفي هوليوود، لم يجاهر بتأييد آمبر هيرد سوى عدد قليل من النجوم، خلافاً لما هي الحال مع جوني ديب.
وأبدت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال نُشر أخيراً خشيتها من أن يؤدي عدم إصدار هيئة المحلفين حكماً لصالح آمبر هيرد إلى "موت" حركة #MeToo (أنا أيضاً) المناهضة للعنف ضد المرأة.
واستبعدت أستاذة العدالة الجنائية في جامعة وايدنر شانا ماير "أن يؤثر ذلك على الضحايا، سواء أكنّ يعتزمن الإبلاغ عن الانتهاكات أم لا". وشددت على أنّ لهذه المحاكمة فضلاً يتمثل في "تسليطها الضوء على قضية العنف الأسري".
ورأى جيسون موليكا أن "ثمة من سيسأل: لماذا قالت آمبر هيرد ذلك إذا لم يكن حدث فعلاً؟". لكنّه رأى أن هذه المحاكمة قد تؤثر على دعاوى تشهير أخرى تتعلق بمشاهير، كتلك التي رفعها المغني مارلين مانسون، صديق جوني ديب، ضد صديقته السابقة إيفان رايتشل وود.
ورأى موليكا أن اختيار المحلفين قد يصبح بالتالي معقداً إذا اعتبر أحد وكلاء مغني الروك أن "المحلفين قد لا يعرفون كل الحقائق، لكنهم يعرفون أسماء ديب وهيرد ومانسون، ومن شأن هذا الأمر وحده أن يحول دون كونهم موضوعيين".
أما شانا ماير فرأت في المقابل أن محاكمة مارلين مانسون "ستتم وفق قواعدها الخاصة".
(فرانس برس)