نظم صحافيون وناشطون ومحامون وقفة تضامن في مقر دار الصحافة وسط العاصمة الجزائرية مع الصحافي خالد درارني، وكذا مع عدد من الصحافيين الملاحقين في قضايا رأي، هم مصطفى بن جامع وعبد الكريم زغليش وسعيد بودور.
ورفع المشاركون في الوقفة صور درارني والزملاء الملاحقين من قبل القضاء، ورددوا هتافات "خالد درارني، صحافي حر" و"الصحافة ليست جريمة"، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه ووقف التضييق على الصحافيين في الجزائر.
كما عبروا عن التضامن مع الصحافي مصطفى بن جامع، مدير صحيفة محلية تصدر في عنابة، بسبب الاستدعاءات اليومية التي تلاحقه إلى مراكز الأمن والقضاء، وكذا الصحافي سعيد بودور، الذي تجرى ملاحقته من قبل القضاء مع ناشط آخر، والصحافي عبد الكريم زغليش، الذي أدانته محكمة في قسنطينة شرقي الجزائر بسبب كتاباته في "فيسبوك".
ورُفعت خلال التجمع صور بعض معتقلي الرأي الموقوفين بسبب آرائهم وكتاباتهم، على غرار الشاعر محمد تاجديت، وحضر التجمع عدد من المحامين والناشطين.
وكان القضاء الجزائري قد أصدر قبل أسبوع حكماً بالسجن لعامين نافذين في حق الصحافي خالد درارني، الموقوف في السجن منذ 26 مارس/آذار الماضي بتهمة المساس بالوحدة الوطنية والتحريض على التجمهر غير المرخص، وحكماً بالسجن في حق ناشطين اثنين في نفس القضية، هما سمير بلعربي وسليمان حميطوش (استنفذا العقوبة النافذة)، وجهت لهما نفس تهمة التحريض على التجمهر والمساس بالوحدة الوطنية.
وتزامنت الوقفة التضامنية اليوم مع تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الليلة الماضية، حول قضية خالد درارني، قال فيها إنها "قضية لا علاقة لها بحرية التعبير، وهو لا يملك أي وثيقة تثبت تعاونه مع قناة أجنبية، وقد شرح وزير الاتصال ذلك بالتفصيل في ثلاث مناسبات"، منتقداً الحملة التي تشنها منظمات حقوقية ومهنية في عدد من الدول للتضامن مع درارني، التي تتهم السلطات الجزائرية بالتضييق على الصحافة والصحافيين.
ودافع الرئيس تبون عن وضع حرية الإعلام في الجزائر، وقال "هناك 180 جريدة يومية تصدر في الجزائر، تستفيد من الدعم الحكومي على الورق وتسحب الغالبية العظمى منها في المطابع العمومية، وتستفيد من الإشهار العمومي، رغم ما تحمله كل يوم من انتقادات، وهناك ما لا يقل عن 8500 صحافي يعملون في القطاع، وبعد هذا تجد بعض المنظمات سيئة السمعة، كما هو الشأن بالنسبة لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، طريقاً لانتقاد الجزائر".
واعتبر تبون أن هذه المنظمات تتحامل على الجزائر وتغض البصر عن دول أخرى، متسائلاً "لماذا لا يتكلم هؤلاء عن توقيف المئات الذي تشهده الاحتجاجات في بعض الدول الغربية؟ هناك 11 ألف توقيف في صفوف السترات الصفراء في فرنسا، عشرة آلاف منهم تمت إحالتهم إلى العدالة، لكن هذه المنظمات لم تتحدث على ذلك، لماذا لا يركزون انشغالهم إلا بالجزائر؟.. أعتقد بأن الأمر لا يحتاج إلى تفصيل أكثر".
وفي المقابل، أبدى الرئيس الجزائري تقديره لمواقف وتقارير منظمة العفو الدولية، وقال "العفو الدولية مثلاً أكثر موضوعية واحتراماً، نظراً لسابق مواقفها من بعض القضايا عبر العالم، والجزائر تتعامل باهتمام واحترام وإيجابية مع التقارير التي تصدرها مثل هذه المنظمات".