أعلنت الجزائر أنها استرجعت، اليوم الأربعاء، مخطوطة نادرة كانت ملكاً للأمير عبد القادر الجزائري، استولت عليها القوات الفرنسية خلال معارك المقاومة الشعبية، وكانت معروضة للبيع بالمزد العلني قبل أيام في مدينة فان الفرنسية.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية بأنها "تتشرف بإعلام كافة الجزائريات والجزائريين داخل الوطن وفي ديار المهجر، أن الجزائر تمكنت من استرجاع مخطوطة إسلامية نادرة يرجع تاريخها إلى سنة 1659، كانت استولت عليها السلطات الاستعمارية سنة 1842 بعد غارة للجيش الفرنسي ضد الأمير عبد القادر بأعالي جبال الونشريس"، غربي الجزائر.
واعتبر البيان أن "استرجاع هذه المخطوطة ذات القيمة التاريخية العالية والرمزية الكبيرة تمّ بفضل تظافر جهود السلطات العمومية وأفراد جاليتنا بفرنسا الذين تجنّدوا بحسّ وطني عالٍ وحالوا دون بيع هذه المخطوطة في المزاد العلني".
وأشادت الوزارة بـ"هذه الوثبة الوطنية المشرفة لأفراد جاليتنا بالمهجر وتُحيي فيهم روحهم الوطنية العالية وتمسّكهم بتاريخ بلادهم وتراث أجدادهم العظام".
وكان مقرراً أن تعرض هذه المخطوطة غير المكتملة للبيع في مزاد علني في مدينة فان الفرنسية يوم 11 مارس/آذار بنحو 436 دولارا كقيمة ابتدائية، قبل أن تتدخل نخب من أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا عبر حملة كبيرة، ودفعت إلى تدخل رسمي من السلطات الجزائرية لإبطال هذه العملية وإعادة المخطوطة إلى الجزائر.
والمخطوطة عبارة عن مؤلف للهادي أبو سرور بن عبد الرحمن العبدي الشافعي، يعود إلى أغسطس/آب 1620، ونُسِخ في نوفمبر/تشرين الثاني 1659، قبل أن يستولي عليه الجنرال الفرنسي تيوديل شانغارنيي.
وحدث الاستيلاء بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، خلال غزوة لشانغارنيي ضد قبيلة جزائرية في منطقة تيسمسيلت، غربي الجزائر، كانت تتبع للأمير عبد القادر خلال فترة المقاومة.
ونقلت المخطوطة إلى فرنسا عام 1842 من قبل الضابط في الجيش الأفريقي لي ليوت بلانري، وكتب على المخطوطة حين أخذها من القبيلة الجزائرية: "هذه المخطوطة الرائعة مأخوذة من الحلفاء العرب للسلطان عبد القادر، عدو الفرنسيين".
وشددت وزارة الخارجية الجزائرية على أن "استرجاع هذه المخطوطة وإعادتها إلى أرض الوطن يندرج في إطار الجهود الحثيثة والمساعي المتواصلة التي ما فتئت تبذلها أعلى السلطات في البلاد لاستعادة كافة التراث الجزائري المسلوب، حفاظاً على الذاكرة الوطنية وصونها، وهو الهدف الأسمى الذي يكتسي بعداً سيادياً".
واسترجاع الأرشيف والمخطوطات الجزائرية التي نهبتها فرنسا خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (بين 1830 و1962)، ضمن أبرز المطالب الجزائرية المتجددة، خاصة في الفترة التي تَلَت اعتلاء الرئيس عبد المجيد تبون السلطة في نهاية 2019.