أثارت تصريحات رئيس حزب سياسي في الجزائر، وصف فيها مرشحات حزبه في الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 12 يونيو المقبل بأنهنّ "فراولة منتقاة بعناية"، جدلاً كبيراً على مواقع التوصل الاجتماعي، استنكرت كلها هذا التصريح واعتبرته إهانة لهنّ، وطالب بعض المعلقين المرشحات بالانسحاب من قوائم الحزب.
وقال رئيس حزب "الحكم الراشد" عيسى بلهادي، في تجمع انتخابي له أمس بمناسبة الحملة الانتخابية، إنّ "الحزب قدم للناخبين مرشحات تم انتقاؤهن بعناية"، ووصفهنّ "بالفراولة المختارة"، وأنهن "ليس كمثل الفراولة التي يتم تصديرها الى جنوب أفريقيا". وعلى الرغم من ان تصريحه لاقى استحساناً في القاعة التي كان ينشط فيها التجمع، إلا أن غضباً كبيراً سرعان ما قام ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر تصريحه إهانة للنساء.
وكتب مدير تحرير صحيفة "أخبار الوطن" رياض هويلي، معلقا على هذا التصريح: "أستاذ جامعي ورئيس حزب ارتكب ثلاث خطايا سياسيا: إهانة المرأة وجعلها سلعة في السوق تباع بالتذوق! واتهم التجارة الخارجية ومنه المتعامل الجزائري بالغش من خلال تصديره فريزة أقل جودة لدولة صديقة وحليفة، وافتعل أزمة دبلوماسية مع دولة حليفة في القارة الأفريقية وأضر بمصالح الجزائر. ويطلع نائب يدخلنا في حيط". وأضاف "صاحب الفراز (الفراولة) سيكون له شأن عظيم، كما كان لسلال وذاك الذي سب الشعب، فالسلطة تبحث عن مهرجين لتلهية الجماهير، لا لتوعيتها وإشراكها في الحكم".
وعلق الكاتب نصر الدين قاسم "جمهورية فراولة هذه إذن، وليست جمهورية موز ما دامت الأولى أغلى مرتين أنستنا الثانية، قالها المواطن ساخرا من الفاكهاني وهو يعرض بضاعته المزجاة"، في إشارة إلى وصف كان يطلق على الجزائر باعتبارها جمهورية موز يتحكم فيها العسكر.
واعتبر الأستاذ الجامعي إسماعيل معراف أن هذه التصريحات وغيرها مؤشر على تدني مستوى الخطاب السياسي وهزالة الحملة الانتخابية، وكتب على صفحته "حملة إنتخابية *** تليق بمقام هذه السلطة التي يبدو أنها وقعت في الرذيلة بحيث تحولت إلى مسخرة، وهذا كله من بركات الحراك المبهر الذي هو الآن ينتقم بطريقته، هانت والنصر قريب".
ووصفت الإعلامية مريم شريط تصريحات رئيس حزب الحكم الراشد بأنها تحرش علني بالمرشحات، وجاء في تعليقها "تحرش علني بالمترشحات..اترباو شوية ثم امنحوا الحق لأنفسكم للتشريع للأمة أو النقد.. إنما الأمم الأخلاق".