"الثمن" ومحدودية الدراما المُعرّبة

21 يناير 2023
لم يكن دور باسل خياط بقوة أدواره السابقة (LBCI)
+ الخط -

مجدداً، تدخل الدراما التركية المُعربة المنازل، بعدما أصبحت تقليعةً يبدو أنها ستطول. هكذا، بدأ قبل أسبوعين عرض مسلسل "الثمن"، من إخراج التركي فكرت القاضي، وإنتاج O3 التابعة لمجموعة MBC، بعد أربعة أعمال تجارية عُرضت قبل ثلاث سنوات، وحازت على أعلى نسبة متابعة في العالم العربي.

يمكن إيجاز قصة "الثمن" بكلمات قليلة، دأبت على تقديمها الدراما المصرية في أكثر من عمل في الزمن الماضي، وقدمتها التركية عام 2008 في مسلسل "ويبقى الحب" الذي كان من بطولة خالد أرغنتش وزوجته الممثلة برغزار كورل، وحقق نسبة متابعة عالية، إن كان في موطنه الأصلي أو بعدما خضع للدبلجة إلى العربية وعُرض على أكثر من محطة فضائية.

سارة (رزان جمّال) تزوجت من فارس، الابن البكر لعائلة مطر المؤلفة من الأب إبراهيم (رفيق علي أحمد) والأم ناديا (رندة كعدي) والابن الأصغر فراس (وسام فارس). يقضي فارس بحادث سير بعد مواجهة قاسية مع والده لزواجه بحبيبته سارة. وعلى الرغم من أن سارة مهندسة معمارية ماهرة، لم نعرف الأسباب التي دفعت إبراهيم، والد زوجها، وصاحب شركة كبيرة لصناعة الجلود، لمعاقبة ابنه على فعلته، ونكرانه حتى بعد وفاته ولجوء زوجة فارس إلى منزل حميها، كمحاولة لطلب مساعدة بمبلغ مالي يقي طفلها إبراهيم المصاب بالسرطان من الموت.

يرفض الجدّ المتسلط نداء الأم ويطردها، لتبدأ معركة أم فارس لاسترجاع حفيدها والوقوف إلى جانب كنتها. تغادر ناديا المنزل، وتحاول أن تؤمن المبلغ المطلوب لزرع أنسجة للطفل، لكنها تفشل، ما يدفع بسارة التي تعمل حديثاً في شركة هندسة معمارية للرضوخ إلى مالك الشركة زين (باسل خياط) الذي يقبل بدفع المبلغ مقابل شرط واحد، وهو قضاء ليلة معه. ترفض سارة الأمر بداية، لكنها لا تلبث أن تقبل العرض لتبدأ معركة أخرى في التعامل مع زين بعد إجراء العملية وشفاء طفلها.

حاولت الكاتبة السورية يم مشهدي التغلب على السيناريو التركي الذي مضى عليه 17 عاماً، وتحديث الرواية التركية، فبدلّت قليلاً في بعض أحداث المسلسل الأصلي، لكن كل ذلك لم يشفع للقصة التي بدت ضعيفة وغير واقعية، ولا تتناسب مع أسئلة كثيرة يمكن أن يطرحها المشاهد العادي، وتبتعد عن المحرك الدرامي المفترض، وتحمي القصة من تباين في بعض الأحداث والمواقف التي تظهر في الحلقات العشر الأولى.

في الشكل، لا يمكن مقارنة أداء باسل خياط هذه المرة بأدوار صعبة لعبها سابقاً، كرسته واحداً من أفضل ممثلي جيله، مثل مسلسل "طريقي" للمخرج محمد شاكر خضير (2015)، و"30 يوم" للمخرج حسام علي (2017)، و"قيد مجهول" من إخراج السدير مسعود (2020)، بخلاف رزان جمّال التي تجسد شخصية الفتاة اللبنانية الواثقة، لكنها هزمت بفقدان الزوج، وكتب عليها أن تدفع ثمناً لزواجها من شاب أحبته، وخوض معارك البحث عن انتصارات أمام طفلها، وإعادة تموضعها كامرأة معروفة بصلابتها أمام صاحب الشركة الذي يقع في غرامها، ويحاول جاهداً الفوز بها، رغم مجموعة من المشاكل النفسية التي يعانيها.

المساهمون