التوريث الفني... من الأبناء إلى الأحفاد

06 يونيو 2021
دنيا وايمي سمير غانم (فيسبوك)
+ الخط -

اعتاد الجمهور العربي على مدى السنوات الماضية، مشاهدة أبناء الفنانين النجوم إلى جانب آبائهم في الأعمال الفنية سواءً على صعيد الدراما أو الموسيقى، بحيث صار الابن لا يقلُّ نجومية عن والده، والذي يدفع بابنه إلى أعلى سلم الشهرة ليبدأ من هناك مشواره الفني، محاطاً بالجمهور والكاميرات والاهتمام والفضول الكامن لدى الجمهور. وهو الأمر الذي سهلته مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة. لكن الجديد اليوم هو حضور أحفاد الفنانين أيضاً، بحيث صار هؤلاء الأحفاد ينافسون بدورهم على حصة الشهرة كأبناء الفنانين أنفسهم.

يقول الصحافي المصري ومعد البرامج التلفزيونية، عبده منصور، إن الساحة الفنية استقبلت في السنوات الأخيرة فنانين لهم جذور فنية عائلية، ومنهم من يعرف الجمهور تاريخ عائلاتهم الفنية ومنهم من فوجئ بهم، ويضيف: "لست ضد التوريث الفني بشرط أن يكون لدى الفنان/الحفيد الموهبة التي يمكن أن تُصقَل، وتُنمّى. فهناك تجارب فنية ناجحة لأبناء الفنانين، مثل محمد ابن عادل إمام الذي صار له حضوره الخاص بعيداً عن والده، على الرغم من أنَّ هناك من يراه ما زال مقلداً لوالده. وهناك أيضاً ابنتا النجم الراحل سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز، دنيا وإيمي اللتان أثبتتا نجاحهما، فيما لم يجد عمر نجل الفنان حسن يوسف أي نجاح يذكر".

الجمهور هو الذي يستطيع أن يكتشف أحقية الموهبة الفنية

وأشار منصور إلى أنّ عدة فنانين قدموا تجاربهم الفنية، وهم أحفاد نجوم كبار سابقين، موضحاً: "تباين نجاح أحفاد الفنانين ما بين شهرة كبيرة وبين ظهور خجول. فمن أحدث الوجوه الفنية كان محمود ياسين، حفيد النجم الراحل محمود ياسين، الذي ظهر في موسم دراما رمضان الماضي في مسلسل (اللي ملوش كبير) مع ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي بترشيح من والده السيناريست عمرو محمود ياسين. وكذلك أحمد جمال سعيد، حفيد النجم الراحل فريد شوقي، والذي قدم عدة أعمال من بينها مسلسل (حدف بحر) مع الفنانة سمية الخشاب، ومسلسل (برة الدنيا) وأعمال أخرى منها (قلب الأسد) و(الإكسلانس) و(كارت ميموري) و(نيران صديقة). فيما ظهر عمر الشناوي، وهو حفيد النجم الراحل كمال الشناوي في مسلسل (الأب الروحي)، فيما حقق أحفاد فنانين آخرين نجاحات وصل صداها للجمهور، مثل الفنان أمير كرارة الذي حفر بالصخر حتى وصل إلى النجومية، ولم يكن معروفاً أنه حفيد النجم الراحل محمود شكوكو، وأيضاً الفنانة ناهد السباعي حفيدة النجمين الراحلين فريد شوقي وهدى سلطان، والفنان شريف رمزي حفيد النجم الراحل صلاح ذو الفقار".

يجد الصحافي الأردني غازي بني نصر أن استمرار الفنان وشهرته؛ يعود إلى الموهبة التي يتمتع بها سواءً كان ابناً أو حفيداً لفنان، مضيفاً: "أجد أن مهنة الفن من الصعب توريثها وخاصة في الدراما، فيمكن أن يحظى ابن أو حفيد مطرب ما بصوت جميل، يمكنه من الاستمرار في ظل دعم العائلة، فالمقياس الحقيقي للنجاح هو الجمهور، خاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فمهما كانت (الواسطة العائلية) مؤثرة، يبقى القرار النهائي للجمهور". 

ويرى الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، أنَّ الجمهور هو الذي يستطيع أن يكتشف أحقية الموهبة الفنية في الاستمرار، سواءً كان ابن أو حفيد فنان أو غير ذلك، موضحاً: "هناك فئة من الجمهور تهاجم أبناء الفنانين فقط لأنهم موجودون بدعم من آبائهم، فالأصل في الجمهور أن يدعم الموهبة التي تستحق أيما كانت، فهناك أعمال فنية لا تناسب من لا يستحق، ومن لا يملك موهبة فلن يستمر، كما أن الفنانين الكبار لن يبقوا مدى الحياة يدعمون أبناءهم أو أحفادهم، لأنهم يوفرون لهم فرصة الظهور والدعم في بداياتهم، فإذا نجحوا استمروا، وإن لم ينجحوا فسيرفعون دعمهم عنهم، لأن دعمهم غير المستحق سيؤثّر على فرصة الفنانين الكبار لاحقاً".

المساهمون