التغير المناخي: ماذا لو أكلنا النباتات فقط؟

04 فبراير 2022
يعيش نحو 400 مليون شخص حول العالم على وجبات نباتية بالكامل (Getty)
+ الخط -

أفادت دراسة جديدة بأن التخلص التدريجي من التربية الكثيفة للحيوانات في جميع أنحاء العالم، جنباً إلى جنب مع التحول العالمي إلى نظام غذائي نباتي، من شأنه أن يوقف بشكل فعال زيادة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي لمدة 30 عاماً، ويمنح البشرية مزيداً من الوقت لإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري.

ووفقاً للدراسة التي أعدها باحثان من جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا - بيركلي، ونشرتمطلع الشهر الحالي، في مجلة PLoS Climate؛ فإن التخلص التدريجي من الزراعة الحيوانية، على مدار الخمسة عشر عاماً المقبلة، سيكون له نفس تأثير خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 68 في المائة خلال عام 2100.

توفر المنتجات الحيوانية قرابة 18 في المائة من السعرات الحرارية، و40 في المائة من البروتين، و45 في المائة من الدهون، في الإمداد الغذائي البشري. ويعيش قرابة 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على وجبات نباتية بالكامل، لذلك يقترح الباحثان أنه يمكن للمحاصيل الحالية أن تحل محل السعرات الحرارية والبروتينات والدهون من الحيوانات، مع انخفاض كبير في استخدام التربة والمياه وإطلاق غازات الدفيئة، مما يتطلب تعديلات طفيفة فقط لتحسين التغذية.

استخدم الباحثان نموذجاً مناخياً بسيطاً للنظر في التأثير المشترك للتخلص من الانبعاثات المرتبطة بتربية الحيوانات، واستعادة الغطاء النباتي المحلي على 30 في المائة من سطح الأرض المستخدم حالياً لإيواء الماشية وإطعامها. ووجدا أن الانخفاض الناتج في مستويات غاز الميثان وأكسيد النيتروز، وتحويل 800 جيغا طن (800 مليار طن) من ثاني أكسيد الكربون إلى الغابات والأراضي العشبية والكتلة الحيوية للتربة، سيكون له نفس التأثير المفيد على الاحتباس الحراري مثل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية السنوية بنسبة 68 في المائة.

علوم وآثار
التحديثات الحية

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك في الدراسة، باتريك براون، إن إنهاء الزراعة الحيوانية يمكن أن يمنحنا فرصة فريدة للحد بشكل كبير من مستويات الغلاف الجوي لجميع غازات الدفيئة الرئيسية الثلاثة التي أصبحت ضرورية الآن لتجنب كارثة تغير المناخ. وأضاف براون أن التخلي عن الزراعة الحيوانية سيكون له تأثير أسرع وأكبر خلال العشرين إلى الخمسين سنة المقبلة، وهي نافذة حرجة لتجنب كارثة مناخية، وبالتالي يجب أن يكون على رأس قائمة الحلول المناخية المحتملة، وأن هناك فرصة هائلة لم يعترف بها سابقاً، لتحريك مسار تغير المناخ بشكل حاد في غضون عقدين من الزمن، مع العديد من الفوائد البيئية والصحية العامة الإضافية، والحد الأدنى من الاضطراب الاقتصادي.

ركزت معظم الأبحاث التي تناولت علاقة الزراعة الحيوانية وتأثيرها على انبعاثات الميثان من الحيوانات وروثها، وأكسيد النيتروز من الأسمدة المستخدمة في زراعة الأعلاف الحيوانية، ومن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن تربية الحيوانات واللحوم ونقلها.

وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة أنه على الرغم من أن الزراعة الحيوانية اليوم مسؤولة عن حوالي 16 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن ثلث ثاني أكسيد الكربون الذي أضافه الإنسان إلى الغلاف الجوي منذ فجر تربية الحيوانات هو نتيجة تطهير الأرض من روث الحيوانات، وأنشطة الرعي وزراعة الأعلاف أو توفير العلف للحيوانات المستخدمة كغذاء.

وعلى الرغم من أن الأبقار والماشية الأخرى تمثل نحو 80 في المائة من تأثير الزراعة الحيوانية، فقد أخذ الباحثان في الاعتبار أيضاً تأثير الخنازير والدجاج والحيوانات الأليفة الأخرى المستخدمة في الغذاء، ولكن ليس مصايد الأسماك في العالم.

يأمل المؤلفان أن تحث دراستهما صانعي السياسات على النظر في أمر الحد من الزراعة الحيوانية باعتباره خيارا مهما للحد من غازات الاحتباس الحراري.

المساهمون