قال المحامي والوزير التونسي السابق سمير ديلو إن سلطات البلاد حققت، اليوم الخميس، مع الصحافية شهرزاد عكاشة، لنشرها 9 تدوينات على صفحتها في "فيسبوك" طاولت الرئيس قيس سعيّد ووزير الداخلية توفيق شرف الدين.
وأضاف ديلو، عبر حسابه في "فيسبوك"، أن السلطات التونسية اعتبرت تدوينات عكاشة "فيها نشر أخبار زائفة وافتراءات بخصوص رئيس الجمهورية ووزير الداخلية، من شأنها تعكير صفو النظام العام والمس بالأمن القومي الدّاخلي والتحريض على إحداث البلبلة والفوضى والتمرد في صفوف قوات الأمن الداخلي".
شهرزاد عكاشة صحافية تونسية معروفة بمعارضتها للنظام التونسي قبل الثورة، حين كانت من الصحافيين القلائل الذين خاضوا إضراباً عن الطعام في مقر جمعية الصحافيين التونسيين قبل أن تصبح نقابة، كما واصلت معارضتها بعد الثورة للحكومات المتعاقبة، ورفضت أخيراً القرارات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/تموز الماضي.
وفي سياق متصل، أفادت مواقع إخبارية محلية بأن النيابة العمومية التونسية أصدرت، مساء الأربعاء، بطاقات إيداع بالسجن في حق شابين وفتاة تونسيين، بسبب نشرهم مقالات وأخبارا حول وزارة الداخلية التونسية، على أن يمثلوا أمام القضاء غداً الجمعة.
والثلاثة مدونون يديرون صفحة "المارد التونسي لتطهير وزارة الداخلية"، ونشروا في الفترة الأخيرة تسجيلات صوتية لبعض المهربين في منطقة الساحل التونسي، وقالوا إن المتورطين مقربون من وزير الداخلية توفيق شرف الدين.
وهذه التسريبات أثارت الكثير من الجدل بين التونسيين والموظفين في وزارة الداخلية، خاصة أن الوزير من المقربين لسعيّد الذي شن حملة في الأشهر الأخيرة على المهربين والمحتكرين.
صفحة "المارد التونسي لتطهير وزارة الداخلية" تحظى بمتابعة 14 ألف تونسي، وتُشارَك منشوراتها على نطاق واسع.
يذكر أن تونس شهدت في الأشهر الأخيرة الكثير من التضييق على حرية الصحافة والتعبير، وهو ما اعتبرته المنظمات الدولية والتونسية، ومنها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، مؤشراً خطيراً على التراجع في حرية الرأي والتعبير التي كانت تعتبر من أبرز مكاسب الثورة التونسية.