قصف الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مكتب وكالة الصحافة الفرنسية وعدداً من المكاتب الصحافية في مدينة غزة، مواصلاً استهداف المؤسسات الإعلامية منذ بدء عدوانه على القطاع في سعيه للتعتيم على جرائمه.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد زعم أنه لا يستطيع ضمان حماية الصحافيين الذين يغطون الأحداث، وكتب، في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رسالة إلى وكالتي رويترز والصحافة الفرنسية بعد أن طلبتا ضمانات بألا تستهدف الضربات الإسرائيلية الصحافيين التابعين لهما في غزة.
وجاء في رسالة جيش الاحتلال أنّ "الجيش يستهدف جميع الأنشطة العسكرية لحماس على امتداد غزة"، زاعماً أنّ "حماس تتعمد تنفيذ عمليات عسكرية على مقربة من الصحافيين والمدنيين". وادعى أنّه "في ظل هذه الظروف، لا يمكننا ضمان سلامة موظفيكم، ونحثكم بشدة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسلامتهم".
وقالت "رويترز"، في بيان رداً على تلقيها الرسالة "الوضع على الأرض مروع، وعدم رغبة الجيش الإسرائيلي في تقديم ضمانات لسلامة فرقنا يهدد قدرتها على نقل أخبار هذا الصراع دون خوف من الإصابة أو القتل".
#فيديو | لحظة قصف مكتب وكالة الصحافة الفرنسية وعدداً من المكاتب الصحفية في مدينة غزة. pic.twitter.com/xaU3Rcq5Iu
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) November 3, 2023
وأكد مدير الأخبار العالمية في وكالة الأنباء الفرنسية فيل شيتويند، أنّ مؤسسته الإخبارية تلقت الرسالة نفسها، وقال: "نحن في وضع مخاطرة لا تصدق، ومن المهم أن يفهم العالم أنّ هناك فريقاً كبيراً من الصحافيين يعملون في ظروف خطورة قصوى".
وكانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين قد أفادت بأنّ الاحتلال الإسرائيلي دمّر عشرات المؤسسات الإعلامية منذ بدء العدوان على غزة، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وتنكّر الاحتلال للقوانين الدولية، وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.
كما قتل الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، مراسل تلفزيون فلسطين الرسمي في غزة محمد أبو حطب وأفراداً من عائلته، بقصف استهدف منزله في خانيونس، جنوب القطاع، ليرتفع عدد الصحافيين الفلسطينيين الشهداء منذ بدء العدوان إلى 26، بالإضافة إلى 13 عاملاً في القطاع الإعلامي، وفقاً لنقابتهم.
وكانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين قد أفادت بأنّ الاحتلال الإسرائيلي "قصف منازل ما لا يقل عن 35 صحافياً، مما أدّى إلى استشهاد عشرات من أفراد عائلاتهم، من ضمنهم الاستهداف المتعمد لعائلة الصحافي وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، الذي نتج عنه قتل زوجته، واثنين من أبنائه، وحفيده الأصغر".
وشددت نقابة الصحافيين الفلسطينيين على أنّ "هذه الأفعال الشنيعة امتداد لسياسة ممنهجة لاستهداف وقتل الصحافيين الفلسطينيين؛ قتل الجيش الإسرائيلي 55 صحافياً فلسطينياً منذ عام 2000 وحتى السابع من أكتوبر 2023، بمن فيهم الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، في مايو/ أيار 2022".
وفي سياق متصل، أعلنت "مراسلون بلا حدود"، الأربعاء، أنها رفعت شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب "جرائم حرب" بحق صحافيين خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وجاء في بيان المنظمة: "قدّمت مراسلون بلا حدود شكوى تتعلق بجرائم حرب إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتضمّن تفاصيل حالات 9 صحافيين قتلوا منذ السابع من أكتوبر (8 فلسطينيين، وإسرائيلي)، واثنين أصيبا أثناء ممارسة عملهما". كما أشارت الشكوى إلى "التدمير المتعمد، الكلي أو الجزئي، لمباني أكثر من 50 وسيلة إعلامية في غزة".