تتفاخر إسرائيل بكونها ثاني أكبر بيئة للتكنولوجيا في العالم خارج وادي السيليكون، وهو ما يمثل خمس الناتج المحلي الإجمالي. ومع انطلاق الحرب على قطاع غزة، جنّد الاحتلال قوّته هذه في العداون الوحشي المتواصل.
ونقل موقع يورونيوز عن مستثمرين ومحللين توقّعهم بأن تعمل شركات التكنولوجيا في إسرائيل على تعزيز أمنها لأنها قد تواجه اضطرابات وعمليات اختراق وآثار اقتصادية صعبة، مع دخول جيش الاحتلال في حالة حرب قد تشمل غزواً برياً لقطاع غزة، وفق تهديدات قادة الاحتلال.
وكتب الخبير التكنولوجي الأميركي ــ الإسرائيلي هيليل فولد، عبر مجلة "آي إن سي"، أن البيئة التكنولوجي "في حالة تعبئة كاملة". وبحسبه "من السابق لأوانه معرفة التأثيرات طويلة المدى، إن وُجدت. ما نشهده الآن هو التعبئة الكاملة للبيئة التكنولوجية للمساعدة بأي طريقة ممكنة". وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا في دولة الاحتلال مثلاً تستخدم الذكاء الاصطناعي للتعرف إلى ما وصفها بـ"الروبوتات" التي تهاجم إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقل موقع يورونيوز عن كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "كريسيت ويلث إدفايزورس" جاك أبلين، قوله "إنه تغيير كبير في سير العمل كالمعتاد"، وتابع أنه يمكن تحويل الموارد على المدى القصير إذا اتسع الصراع، مثل استدعاء الموظفين في شركات التكنولوجيا كجنود احتياطي عسكري.
وأعلنت إسرائيل بالفعل أنها ستستدعي عدداً غير مسبوق من جنود الاحتياط يبلغ 300 ألف جندي، يمكن أن تستعين بعدد كبير منهم من القطاع التكنولوجي، تحديداً الإسرائيليين الذين يعملون في شركات التكنولوجيا الكبرى في سيليكون فالي.
وقالت كبيرة الاستراتيجيين العالميين في "إل بي إل فايننشال" في ولاية نورث كارولينا، كوينسي كروسبي، إنه من المحتمل أن يكون هناك "جهد هائل" لحماية المنشآت المادية للشركات الموجودة في إسرائيل من الهجمات، لأن بعض الإنفاق التكنولوجي مرتبط بالجيش.
وكانت الصناعات ذات التقنية العالية على مدى عقود هي القطاع الأسرع نمواً في إسرائيل والحاسم للنمو الاقتصادي، إذ تمثل 14 في المائة من الوظائف وما يقرب من خُمس الناتج المحلي الإجمالي.
وتأسس قطاع التكنولوجيا في إسرائيل عام 1974، ويوصف بأنه ثاني أكبر مركز تكنولوجي في العالم خارج وادي السيليكون.
لكن انخفضت أسهم الشركات العاملة في هذه البيئة التكنولوجية الإسرائيلية منذ تنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى السبت الماضي. وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية إلى حد كبير، بما في ذلك الشركات الرائدة التي لها عمليات كبيرة في إسرائيل.
ورفض متحدث باسم شركة إنتل لصناعة الرقائق، وهي أكبر شركة خاصة ومصدّرة في إسرائيل، ذكر ما إذا كان إنتاج الرقائق قد تأثّر بالوضع، لكن أسهم "إنتل" انخفضت بنسبة 0.5 في المائة الاثنين.
وأفادت "إنفيديا"، أكبر شركة في العالم لتصنيع الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والرسومات الحاسوبية، بأنها ألغت قمة الذكاء الاصطناعي التي كان من المقرر عقدها في تل أبيب الأسبوع المقبل.
وأعلنت من جهتها شركة تاور سيميكونداكتور الإسرائيلية التي تزود العملاء بأشباه الموصلات إنها "تعمل كالمعتاد"، لكن أسهمها في بورصة نيويورك انخفضت بنسبة 4.9 في المائة.