الاحتجاجات في إيران: وجوه سينمائية وإعلامية تدعم المحتجين

25 سبتمبر 2022
انتقد الوزير الفنانات (جيني ماثيوس/Getty)
+ الخط -

ما يميّز الاحتجاجات الأخيرة في إيران على وفاة الشابة مهسا أميني، هو انخراط عدد كبير من الشخصيات السينمائية والفنية والإعلامية والموسيقية والرياضية البارزة فيها، عبر تعليقاتهم الغاضبة ومنشوراتهم الداعمة للمحتجين، والتنديد بسلوك السلطات الإيرانية العنيف معهم.

واستخدمت الوجوه الفنية الإيرانية البارزة أساليب متعددة للتعبير عن دعمها للاحتجاجات، ما عرّضهم لهجمات وانتقادات حادة من أوساط حكومية ووسائل إعلام محافظة، واتهامات لهم بقيادة الاحتجاجات.

ومنذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات في السبت الماضي بعد وفاة مهسا أميني في المستشفى، بعد أيام من قيام شرطة الآداب باحتجازها لعدم تقيّدها بقواعد الحجاب، بدأت الوجوه السينمائية والفنية الإيرانية في التعبير عن رأيها، منددةً بما حصل مع مهسا أميني و"الحجاب الإجباري".

وخلعت ممثلات شهيرات، أمثال كتايون رياحي وشبنم فرشاد جو وأناهيتا همتي، حجابهن ونشرن صوراً وفيديوهات للخطوة، فضلاً عن قيام بعضهن بقص شعرهن.

دفع هذا وزير الثقافة الإيراني، محمد مهدي إسماعيلي، أمس السبت، إلى دعوتهن إلى البحث عن أعمال أخرى غير العمل السينمائي والفني في إيران، بسبب خلع الحجاب وانتهاك القوانين.

كذلك، دعم ممثلون وممثلات ومخرجون معروفون الاحتجاجات عبر منشورات أو فيديوهات، منددين بتعنيف المتظاهرين ومطالبين السلطات بالتعامل معهم باحترام وعدم قمعهم.

وشملت قائمة المتضامين ترانة علي دوستي، إلناز شاكردوست، بهنوش بختياري، أصغر فرهادي، نويد محمد زادة، هدية طهراني، حامد بهداد، وغيرهم.

واليوم الأحد، خرج المخرج الإيراني المعروف، أصغر فرهادي، بمقطع مصور باللغة الإنكليزية، خاطب فيه "الفنانين والسينمائيين والمفكرين والنشطاء" في أنحاء العالم، مطالباً إياهم بالتضامن مع المتظاهرين الإيرانيين، مؤكداً أن هذا التضامن "مسؤولية إنسانية".

وأضاف فرهادي أن "المجتمع الإيراني، ولاسيما النساء منه، قطع طريقاً صعباً ومؤلماً حتى الآن، واليوم وصلوا إلى مرحلة حاسمة"، مشيراً إلى أن "معظم المحتجين في الشارع هم شباب في السابع عشر أو العشرين من عمرهم. لقد رأيت الغضب والأمل في وجوههم وخطواتهم في الشوارع"، معبراً عن احترامه لجهودهم "على الرغم من العنف الذي يواجهونه".

السينمائي الإيراني حامد بهداد، بدوره، سجل اعتراضاً شديداً بطريقته، معلقاً عبر حسابه في "إنستغرام" على دعوة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الأخيرة للفنانات اللواتي خلعن الحجاب إلى البحث عن عمل آخر، قائلاً "لا لمنع الفنانين من العمل ولا لدعوتهم إلى التفكير في عمل آخر".

والممثلة الإيرانية المعروفة هدية طهراني خاطبت، اليوم الأحد، في منشور على "إنستغرام"، الأجهزة الأمنية، بالقول إنها "من الشعب وأن الشارع هو الطريق الوحيد للتواصل مع الشعب".

وتشير طهراني إلى تلقّيها إنذاراً من هذه الأجهزة، قائلة "من الأفضل أن تعلموا أنني لست من يقود هذا الشعب والشعب الذي طفح كيله لا يحتاج إلى دعوتي ودعوة أمثالي" للنزول إلى الشارع.

كذلك، شنت السلطات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة، حملة اعتقالات بين الإعلاميين والصحافيين الإيرانيين، طاولت حتى الآن 12 صحافياً ومصوراً، وفق الاتحاد الدولي للصحافيين ومقره بروكسل.

وفي مقدمة الصحافيين المعتقلين، الصحافية إلهه محمدي، العاملة في صحيفة "هم ميهن" الإيرانية الإصلاحية، والتي زارت مدينة سقز يوم تشييع جثمان مهسا أميني، السبت الماضي، وأجرت مقابلات مع أسرتها، فضلاً عن الصحافية في صحيفة "شرق" الإيرانية الإصلاحية، نيلوفر حامدي، التي ساهمت عبر تقاريرها عن الحالة الصحية للشابة مهسا أميني في مستشفى كسرى بالعاصمة طهران، في تسليط الضوء على القضية وإثارتها.

واعتقلت السلطات الإيرانية أيضاً الصحافيين علي رضا خوشبخت وروح الله نخعي، محمد رضا جلايي بور، والمصورة یلدا معيري التي كانت تغطي الاحتجاجات، والصحافية الاقتصادية فاطمة رجبي، وعدداً آخر.

إلى ذلك، أعلنت مقدمة البرامج في الإذاعة الإيرانية، الإعلامية مرضية صدرايي، أمس السبت، عبر منشور في صفحتها على "إنستغرام"، الاستقالة من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.

وكتبت صدرايي: "كان من المقرر، اليوم السبت، أن أقدم البرنامج الفكاهي، حارة الشغف، لكن مع الظروف النفسية في هذه الأيام وحالة الشعب، لم يبقَ لي شغف ولا نفس ولم أشارك في البرنامج".

وكانت "شرطة الأخلاق" في العاصمة الإيرانية طهران قد اعتقلت، في الثالث عشر من الشهر الحالي، مهسا أميني التي كانت في زيارة إلى طهران للسياحة برفقة أسرتها، آتية من محافظة كردستان، أمّا السبب فحجابها "غير المناسب" وفق رواية الشرطة. لكن بعد ساعتَين من اقتيادها إلى مركز شرطي نُقلت الشابة إلى مستشفى في حالة غيبوبة، قبل أن تتوفّى مساء الجمعة الماضي.

وأعلنت الشرطة الإيرانية أنّ الغيبوبة نتجت عن إصابة أميني بـ"نوبة قلبية مفاجئة" خلال "جلسة إرشاد"، لكنّ أسرتها ونشطاء ومدوّنين يشكّكون في الرواية الرسمية، وسط اتهامات للشرطة بتعذيبها وتعنيفها.

وتحوّلت وفاة مهسا أميني في هذه الظروف إلى قضيّة رأي عام في إيران، وحاولت السلطات احتواء غضب الشارع، من خلال إطلاق تصريحات وتطمينات بإجراء تحقيقات "عادلة"، لكن مع ذلك مازالت الاحتجاجات مستمرة وخلفت حتى هذه اللحظة 41 قتيلاً، وفق التلفزيون الإيراني.

المساهمون