- اتحاد الإذاعات الأوروبية يؤكد على دعم حرية التعبير ويعارض خطاب الكراهية، مشددًا على أن قرار المشاركة يقع على الهيئات الإدارية وليس الفنانين، مع التزام بتوفير بيئة آمنة للجميع.
- توسع النقاش حول مشاركة إسرائيل يشمل دعوات للمقاطعة والاحتجاج، مثل قرار سينما في لندن بعدم عرض الحدث ومظاهرات في مالمو، مما يبرز التوترات السياسية والاجتماعية المؤثرة على صورة المسابقة.
انتقد منظمو مسابقة يوروفيجن للأغنية الأوروبية "حملات مستهدفة على وسائل التواصل الاجتماعي" ضد مشاركين في المنافسة، وسط تقارير عن تلقي مغنية تمثل إسرائيل تهديدات. وثار جدل حول مشاركة إسرائيل في نسخة هذا العام من المسابقة التي تنظمها السويد في مايو/أيار، في ظل العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما خلفه من دمار وشهداء.
اعترف اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) في بيان له: "بعمق المشاعر والآراء القوية التي أثارتها مسابقة الأغنية الأوروبية التي تقام هذا العام على خلفية حرب مروعة في الشرق الأوسط". وبينما أعرب عن تفهمه لرغبة "الناس في المشاركة في نقاشات والتعبير عن آرائهم المترسخة بشأن هذه المسألة"، فقد أثار مخاوف بشأن "حملات مستهدفة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد بعض الفنانين المشاركين لدينا". ولم يذكر البيان أسماء الفنانين المعنيين، لكنه جاء وسط تقارير تفيد بأن المغنية الإسرائيلية، إيدن غولان (20 عاماً) تلقت تهديدات بالقتل عبر حسابها على منصة إنستغرام.
وجاء في بيان الاتحاد: "بينما ندعم بقوة حرية التعبير والحق في التعبير عن الآراء في مجتمع ديمقراطي، فإننا نعارض بقوة أي شكل من أشكال الإساءة عبر الإنترنت أو خطاب الكراهية أو توجيه مضايقات إلى فنانينا أو أي أفراد مرتبطين بالمسابقة". وأضاف أن استهداف فناني مسابقة يوروفيجن "غير مقبول وغير منصف على الإطلاق". وشدد البيان على أن "قرار إدراج أي هيئة بث، بما في ذلك إذاعة كان الاسرائيلية، في مسابقة يوروفيجن للأغنية هو مسؤولية الهيئات الإدارية لاتحاد الإذاعات الأوروبية فقط، وليس مسؤولية الفنانين الأفراد". وأضاف: "هؤلاء الفنانون يأتون إلى يوروفيجن لمشاركة موسيقاهم وثقافتهم ورسالة الوحدة العالمية من خلال لغة الموسيقى".
وهيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" عضو في اتحاد الإذاعات الأوروبية وبالتالي تمكنها المشاركة في مسابقة يوروفيجن.
لكن الاتحاد أجبر إسرائيل على تغيير كلمات أغنية "مطر أكتوبر" لغولان، معتبراً أنها سياسية للغاية، ما يتعارض مع قواعد "يوروفيجن". في الشهر الماضي، وافقت "يوروفيجن" على مشاركة غولان بأغنية ثانية تحمل اسم "إعصار"، وتتضمن نفس موسيقى الأغنية السابقة المرفوضة بكلمات مختلفة. وأكد اتحاد الإذاعات الأوروبية أنه "ملتزم بتوفير بيئة آمنة وداعمة لجميع المشاركين والموظفين والمشجعين في مسابقة الأغنية الأوروبية".
تفرض المواضيع المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نفسها في كل ما يتعلّق بنسخة "يوروفيجن" هذا العام؛ إذ قالت سينما ريو في دالستون، شرق لندن، إنها لن تحتضن حدث العرض السنوي هذا العام. وكتب القيمون على الصالة، التي عرضت حفلات المسابقة في مناسبات سابقة، عبر حساباتها في مواقع التواصل: "لقد قرّرنا، جماعياً، عدم عرض نهائي مسابقة يوروفيجن للأغنية الأوروبية ما دامت إسرائيل في المنافسة". وأضافت: "نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن مسابقة يوروفيجن لديها القدرة على جمع الناس معاً في جميع أنحاء العالم، وعند دعم قيمها الأساسية المتمثلة في الشمولية والمساواة والعالمية، يمكن أن تصبح قوة حقيقية من أجل الخير. مع وضع شعارها الخاص في الاعتبار، نأمل أن نتمكن جميعاً من أن نتحد بالموسيقى مرة أخرى قريباً". وتابعت: "سنواصل تنظيم فعاليات جمع التبرعات للجمعيات الخيرية التي ندعمها، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود والمعونة الطبية لفلسطين".
ودعا متظاهرون يلوحون بالأعلام الفلسطينية واللافتات، الأربعاء، إلى مقاطعة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن. وقال ماتس ريل (43 عاماً) من سكان مالمو، لوكالة رويترز: "أعتقد أنه من غير الممكن أن تتمكن إسرائيل من المشاركة في يوروفيجن، فالسماح لهم بالمشاركة رغم استبعاد روسيا هو بوضوح ازدواج للمعايير".
ورفع متظاهرون خارج مدينة مالمو لافتة تطالب بمقاطعة إسرائيل فوق شعار "يوروفيجن"، بينما ظهرت لافتة أخرى عليها بقع حمراء تشبه الدم ومقص يقطع سلك ميكروفون بصورة العلم الإسرائيلي.
وحظر اتحاد البث الأوروبي مشاركة روسيا في مسابقة يوروفيجن عام 2022، بعد أن دعت العديد من محطات البث الرسمية الأوروبية إلى طرد موسكو بعد غزوها لأوكرانيا.