الأغنية العراقية تزدهر في ملاهي لبنان

07 ديسمبر 2022
المغني العراقي كريم ماهر (فيسبوك)
+ الخط -

تحفل أماكن السهر الليلية في لبنان، بعدد من الفنانين العراقيين الذين يؤدون وصلاتهم بشكل يومي، وباتوا يشكلون تحديًا ومنافسة لأبرز نجوم الغناء في العالم العربي. عام 2018، أصدر الملحن والمغني العراقي، علي جاسم، أغنية بعنوان "تعال"، تشارك فيها مع زملائه محمود تركي ومصطفى عبد الله. اختار جاسم استوديو التسجيلات، وقدم الاغنية المصورة بطريقة مبسطة إلى جانب صديقيه. حققت الأغنية، حتى يومنا هذا، أكثر من 700 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب"
كان كافياً أن تتحول الأغنية إلى نمط يسيطر على العالم العربي، خصوصاً مع هجرة العراقيين، ولجوئهم إلى لبنان والأردن، وحتى دمشق التي تبنى كثير من مغنّيها هذا النمط، ليعتمده مغنو الملاهي الليلية، وينجح بعكس كل التوقعات، خصوصاً مع غياب كامل لصناعة "نجوم" من المغنين في سورية.
يشغل مغنو العراق الشباب مساحة كبيرة من حياة السهر والملاهي الليلية في لبنان. تحفل أبرز المقاهي والملاهي الخاصة بصور لعدد من المغنين العراقيين منذ سنوات في بيروت، وتتصدر إعلاناتهم المشهد على الطريق البحري في العاصمة. هؤلاء يشكلون واحداً من العوامل المساعدة على جذب السياح إلى لبنان.
يؤكد أحد المنتجين السوريين، الذي يملك مجموعة من أماكن السهر في بيروت، أن عدد العراقيين المقيمين في لبنان، أو القاصدين بيروت بهدف السياحة، يحضرون طوال أيام السنة إلى الملاهي التي يملكها. ويقول إن الأغنية العراقية باتت أسلوباً أو خطاً غنائياً مستحدثاً يضمن نجاح السهرات.
نجد أن بعض الفنانين الناشئين في لبنان أو الأردن، يعمل على هذا الخط، متقناً اللهجة العراقية، ولديه مخزون جيد من الأغاني العراقية الشعبية، إضافة إلى المواويل. ويساعدهم في ذلك القيام بالترويج لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فيديوهات تنشر من الحفلة، أو حتى تسجيلات مباشرة.
نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، الماضي أصدر المغني العراقي الشاب، كريم ماهر، أغنية جديدة بعنوان "ضليت"، من كلمات عمار محمد وألحان علي جاسم. حققت الأغنية في 10 أيام ما يقارب 800 ألف مشاهدة على قناة كريم ماهر على "يوتيوب".


يقول ماهر، في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه سعى دائماً إلى أن يُعرَف بهذا اللون، أي النمط الرومانسي الشعبي الذي يحاكي كافة اللهجات العربية الأخرى، ولا يحتاج إلى تفسير، وهو لذلك اختار هذه الاغنية، وأوكل مهمة اللحن إلى علي جاسم الذي تأثر به مجموعة لا بأس بها من المغنين العراقيين في بداياتهم، بعد مجموعة من الأعمال، كان أهمها "تعال"، التي عرفت نجاحاً مدوياً. يتابع كريم: "لا تمر سهرة أو جلسة من دون طلب إعادة غناء هذه الأغنية، وأتمنى أن تحقق أغنيتي الجديدة ولو قليلاً من ذلك النجاح".

تتجه معظم الملاهي والمطاعم في لبنان، إلى الاستعانة بمغنين يتقنون اللهجة العراقية، ويحفظون أغاني العراق عن ظهر قلب، هكذا يقول أحد العازفين السوريين الذي يرافق مغنياً لبنانياً في أحد مطاعم لبنان المعروفة، ويقول إن السهرات تتحول بشكل يومي إلى جلسة عراقية موسيقية وتلقى تفاعلاً كبيراً.

المساهمون