اكتشاف أثري في المغرب عمره نصف مليار سنة

01 ديسمبر 2023
يقع الموقع المدروس في جنوب منطقة تارودانت (Getty)
+ الخط -

نجح فريق دولي في فك سر حلقة أثرية مفقودة في التاريخ الأحفوري المغربي، من خلال اكتشاف عمره أكثر من نصف مليار سنة.

فريق الباحثين دولياً تمكن من توصيف آثار حركة الكائنات متعددة الخلايا، التي يعود عمرها إلى حوالي 539 مليون سنة، في جبال الأطلس الصغير الغربي بالمغرب.

ومكّن الموقع المدروس، جنوب منطقة تارودانت، باحثين من جامعة القاضي عياض في المغرب، وفرنسا وإستونيا، لأول مرة، من تحديد الحلقة المفقودة من السجل الستراتغرافي المغربي.

ويشمل السجل الستراتغرافي كامل تاريخ الحياة على الأرض، انطلاقاً من مظاهر الحياة البدائية أحادية الخلية حتى ظهور الإنسان في العصر الرباعي.

وتساهم هذه الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية Precambrian Research، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في تحديد الحدود الستراتغرافية بين العصر الإدياكاري (نهاية الزمن البريكامبري) والعصر الكمبري الذي شهد ازدهار الحياة وتنوع الكائنات الحية متعددة الخلايا.

وأوضحت الدراسة أن "الانتقال من العصر الإدياكاري إلى العصر الكمبري يمثل فترة محورية في تاريخ الحياة على الأرض تميزت باختفاء النظم البيئية المميزة للعصر الإدياكاري، وبظهور الكائنات متعددة الخلايا وكذا النظم البيئية المتنوعة بالأوساط البحرية". 

ولفتت إلى أن "هذه الفترة تميّزت بتغيرات كبيرة في خصائص المورفولوجية العضوية للكائنات الحية، ما أدى إلى زيادة مفاجئة في شدة وعمق الآثار الناتجة عن نشاطها الحركي وتأثيرها الميكانيكي على الرواسب".

ولم تُوثق هذه المرحلة الرئيسية من تاريخ الأحياء بشكل كبير بعد في السجلات الأحفورية، إذ تقع أهم وأكثر المواقع المدروسة خلال العقود الأخيرة في كندا والصين وأستراليا، بالإضافة إلى موقع وحيد في أفريقيا يوجد بدولة ناميبيا.

وتحتوي سلسلة الأطلس الصغير الغربي على مساحات شاسعة تظهر فيها طبقات رسوبية بحرية لم تخضع للتحول بعد ترسبها، وتغطي الفترة الزمنية بين العصر الإدياكاري والكمبري.

وتحتوي المنطقة على طبقات تُظهِر نشاط الكائنات الحية على شكل آثار أفقية وعمودية، تشهد على نشاط الكائنات متعددة الخلايا مثل الديدان وكائنات أخرى تشبه الشقائق البحرية.

وبقيت هذه الآثار شاهدة على أول ظهور لكائنات حية قادرة على التحرك والحفر في الرواسب. 

المساهمون