عبّر ناشطون سوريون في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، عن استيائهم من الفصائل العسكرية نتيجة قطعها الأشجار في المناطق الحرجية في ريف مدينة عفرين، التي تُسيطر عليها قوات "الجيش الوطني السوري"، وكذلك في أحراج مدينة أريحا بريف إدلب الغربي.
وقالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" إنّ مجموعات من فصيل "فرقة السلطان مراد"، المنضوي ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، اقتطعوا خلال الآونة الأخيرة عدداً كبيراً من الأشجار ضمن الأحراش المحاذية لبحيرة ميدانكي في ريف مدينة عفرين، وبيعها إلى تجار الحطب بالتزامن مع اقتراب بدء فصل الشتاء.
وعبّر ناشطون عن غضبهم واستيائهم من خلال مقارنة صورية للمناطق الحراجية قبل اقتطاع الأشجار منها منذ سنوات قليلة، وبعد اقتطاع الأشجار منها، حيث تبين الصور أنّ المنطقة صارت أشبه بصحراء قاحلة.
بدوره، علق الحارس الموسى حول الحادثة على حسابه في "تويتر"، قائلاً: "عندما يحمل السلاح كل مجرّد من الأخلاق والفهم ويدخل صفوف العسكر كل من هبّ ودبّ دون معايير وضوابط، تكون النتيجة عربدة وإفساد في الأرض"، مرفقاً خلال التغريدة مقطع فيديو يوثق عمليات الاحتطاب قرب بحيرة ميدانكي في عفرين.
فيما لفت الناشط السوري حسن جنيد إلى أنّه "بينما تقوم الدول بدفع ملايين الدولارات لعملية التشجير وإنشاء غابات، تقوم عصابات مسلحة تتبع للجيش الوطني بعملية إبادة للأشجار في غابات عفرين، وآخرها بحيرة ميدانكي التي تعتبر متنفسا سياحيا لآلاف العائلات شمال غربي سورية"، مُشيراً إلى أنّه "في ظل غياب القانون والعدالة وتطبيق قانون الغابة لا حسيب ولا رقيب".
من جهته، أوضح خالد الحمصي أنّ "انتهاكات المجرمين الذين يلبسون عباءة الثورة والجيش الوطني لم تقف فقط على البشر والمدنيين، بل تطاول أيضا الشجر والحجر، وربما التراب مستقبلاً، لأن قوانين الغابات ما زالت في صدور وقلوب تجار الحرب لم يوضع رادع ضدهم للحظة، وهم مستمرون في التخريب".
إلى ذلك، تداول ناشطون صوراً تُظهر عملية قطع أشجار في أحراش مدينة أريحا بريف إدلب الغربي، والتي تعتبر منطقة سياحية يقصدها أهالي المنطقة بسبب طبيعتها الجميلة، لا سيّما جبل الأربعين المُطل عليها، والذي يضمّ عشرات المنتزهات التي يقصدها السكان في فصل الصيف.
وقال الناشط عمر البم، على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، إنّه تمّ توثيق "قص أشجار حراجية في جبل الأربعين في مدينة أريحا"، موضحاً أنّ "المنطقة مصيف مهم للأهالي في المنطقة، وقص هذه الأشجار القليلة سيحولها إلى صحراء مثل منطقة ميدانكي".
وشدّد الناشط حسن المختار على أنّ "كل ما تحتاجه لقطع أشجار حراجية عمرها عشرات السنين بدلة عسكرية وتزكية من طرف المعلم".
وكانت المناطق الحرجية في أرياف إدلب وحلب واللاذقية قد شهدت، العام الماضي، عمليات قطع وسرقة للأشجار من قبل عناصر ينضوون في الفصائل العسكرية المسؤولة عن تلك المناطق.
ولا تزال هذه العمليات مستمرة حتّى اليوم، ما يضع كلّ هذه المناطق الخضراء في دائرة الخطر، خاصةً بعد أن أدت حرائق فصل الصيف إلى احتراق العديد من الأشجار فيها.
عندما يحمل السلاح كل مجرّد من الأخلاق والفهم ويدخل صفوف العسكر كل من هبّ ودبّ دون معايير وضوابط، تكون النتيجة عربدة وإفساد في الأرض، فيديو يوثق عمليات الاحتطاب قرب بحيرة #ميدانكي في #عفرين. pic.twitter.com/ZjqYX46eIR
— الحارث الموسى | Al Hareth (@hareth003) August 31, 2022
بينما تقوم الدول بدفع ملايين الدولارات لعملية التشجير وإنشاء غابات، تقوم عصابات مسلحة تتبع للجيش الوطني بعملية إبادة للاشجار في غابات عفرين وآخرها بحيرة ميدانكي التي تعتبر متنفس سياحي لآلاف العوائل شمال غرب سوريا، وفي ظل غياب القانون والعدالة وتطبيق قانون الغابة لا حسيب ولا رقيب. pic.twitter.com/I1SB6jdteH
— حسن جنيد - Hasan Jneed (@Hasan_Jneed) August 31, 2022
#عفرين_ميدانكي
— خالد الحمصي (@khaledu190) August 31, 2022
لم تقف إنتهاكات المجرمين الذين يلبسون عباءة الثورة والجيش الوطني فقط على البشر والمدنيين بل تطال أيضا #الشجر والحجر وربما التراب مستقبلاً لأن قوانين الغابات مازالت في صدور وقلوب تجار الحرب لم يوضع رادع ضدهم للحظة وهم مستمرين في الأذية#قطع_الأشجار_جريمة_بحق_البيئة pic.twitter.com/9pyjbHx1gg