استهداف الصحافيين الفلسطينيين: شهيد كل يومين في غزة

26 اغسطس 2024
صحافي يحمل صورة زميله الشهيد حمزة مشتهى في خانيونس، أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استهداف الصحافيين الفلسطينيين**: منذ السابع من أكتوبر، قُتل أكثر من 171 صحافياً في غزة بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي، وسط تحريض رسمي وإعلامي ضدهم واتهامهم بـ"الإرهاب".

- **تحريض مباشر واستهداف ممنهج**: الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، حرض ضد الصحافيين، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم. الصحافي علاء سلامة أشار إلى أن هذه الحرب تختلف من حيث عدد الشهداء الصحافيين والتهديدات المباشرة.

- **مخاطر عالية وتضييق على القنوات الفضائية**: الصحافيون يواجهون مخاطر كبيرة مثل الغارات الجوية وانقطاع الاتصالات. الاحتلال يهدف لمنع التغطية الإعلامية، مستهدفاً القنوات الفضائية وتدمير مقرات إعلامية.

يواجه الصحافيون الفلسطينيون في قطاع غزة استهدافاً مباشراً وتصفية غير مسبوقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وحتى الآن قتلت إسرائيل أكثر من 171 صحافياً وعاملاً في وسائل الإعلام، وسط تحريض رسمي وإعلامي ضد الصحافيين الفلسطينيين وصل إلى حد اتهامهم بـ"الإرهاب".
في الأيام الأخيرة، استشهد المصور الصحافي حمزة مشتهى في قصف إسرائيلي على مدرسة صلاح الدين غربي مدينة غزة، وهو شقيق الشهيد المصور الصحافي ياسر مشتهى الذي استشهد في مسيرات العودة وكسر الحصار عام 2018، ثمّ استشهد مصور قناة القدس حسام الدباكي مع زوجته وعدد من أفراد عائلته في قصف استهدف شقته في مخيم المغازي.
ترافقت عمليات القتل مع تحريض مباشر وواضح من الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، من خلال منشورات تتوعدهم، وهو ما تكرر مع عشرات الصحافيين والصحافيات الفلسطينيين، وآخرهم مراسل قناة الجزيرة في شمالي قطاع غزة أنس الشريف.

استهداف الصحافيين الفلسطينيين عن سابق إصرار

كان لافتاً تصاعد وتيرة استهداف الصحافيين في الشهرين الأخيرين، فلا يمر أسبوع بلا استشهاد صحافيَين اثنين على الأقل، عدا عن إصابات واستهدافات تطاول آخرين خلال تنقلهم بين منطقة وأخرى لتغطية المجازر المتواصلة.
يقول الصحافي والمراسل الميداني علاء سلامة إن هذه الحرب مختلفة عن كل الحروب التي شهدها القطاع، من حيث عدد الشهداء الصحافيين إذ كل يومين يستشهد صحافي تقريباً.
ويضيف سلامة لـ "العربي الجديد" أن هذا التقدير مرعب ويوحي بالاستهداف المباشر والمتعمد من قبل جيش الاحتلال للصحافيين الفلسطينيين في الميدان، وهو ما يعكسه عبر عمليات إطلاق النار على الطواقم الصحافية.
ويشير إلى أن عمليات القصف المباشر، الصاروخي أو من خلال رصاصة القناص والمسيرات الإسرائيلية، تعكس الرغبة في منع التغطية التي يقوم بها الصحافيون لنقل صورة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وبحسب الصحافي والمراسل الميداني الفلسطيني فإن عمليات الاستهداف للصحافيين قد تكون مباشرة أثناء تأدية عملهم، أو على شكل  استهداف لهم مع عائلاتهم. ويلفت سلامة إلى أن هناك تهديدات تستهدف عدداً كبيراً من الصحافيين عبر الاتصال بهم من قبل الاحتلال تطلب منهم بشكل واضح وقف تغطيتهم الصحافية. ويؤكد على أن الاحتلال لا يكترث بالزي الصحافي الذي يرتديه العاملون في المؤسسات الإعلامية بالذات عند وجودهم في مناطق الأحداث.

من جانبه، يقول عضو مجلس إدارة مركز حماية الصحافيين الفلسطينيين أسامة راضي، إن الرصد الميداني والوقائع على الأرض يعكسان ارتكاب الجيش الإسرائيلي انتهاكات مروعة بحق الصحافيين منذ بداية الحرب وبشكل ممنهج، بعدما حولتهم إلى هدف رئيسي وارتكبت بحقهم سلسلة مركبة من الجرائم شملت القتل المتعمد والاستهداف والاعتقال.
ويضيف راضي لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال قتل أكثر من 171 صحافياً في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وقد جرى استهدافهم، سواء خلال عملهم وهم يرتدون ستراتهم الصحافية الخاصة في الميدان، أو داخل مقار عملهم، أو في خيام صحافيّة لتيسير التغطية الإعلامية، أو حتى مع أسرهم في منازلهم التي جرى تدميرها فوق رؤوسهم أو في خيام للإيواء.

مخاطر عالية

منذ اليوم الأول للحرب واجه الصحافيون في غزة، ولا يزالون، مخاطر عالية بشكل خاص أثناء محاولتهم تغطية الأحداث على الأرض، خصوصاً أثناء الهجمات البرية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة، وانقطاع الاتصالات، ونقص الإمدادات، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وأوامر النزوح المتكررة التي لا تراعي أي خصوصية للصحافيين وعملهم، وفق حديث راضي.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ويشير إلى أن الهدف الرئيسي من وراء عمليات الاستهداف المباشر للصحافيين هو منع أي تغطية إخبارية وإعلامية لما يجرى على الأرض، وبما يعبر عن جرائم حرب صريحة تستهدف الصحافة الفلسطينية، موضحاً أنّه وإلى جانب عمليات الاستهداف للصحافيين فإن الاحتلال عمد للتضييق على القنوات الفضائية العاملة في الأراضي الفلسطينية على خلفية تغطيتها الصحافية، وكان من بين ذلك إيقاف عمل شبكة الجزيرة وشبكة الميادين وتدمير مقر قناة الأقصى ومكاتب إعلامية أخرى.
ويشدد راضي على أن إسرائيل حاولت بجرائمها تفريغ القطاع من أي وجود للصحافيين ومنع التغطية الإعلامية، وبالتالي الحيلولة دون نقل الصورة الميدانية، وهو ما يبرز أن الصحافيين وجدوا أنفسهم جزءاً أصيلاً من حرب الإبادة الإسرائيلية، كونهم يمثلون ربما التهديد الأكبر على إسرائيل في فضح جرائمها بحق المدنيين، في وقت عمدت فيه إلى منع دخول أي بعثات من الصحافة الأجنبية إلى غزة إلا باستثناءات محدودة وبمرافقة الجيش نفسه.
من جانبه، يقول مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين، إن ما يجري بحق الصحافة الفلسطينية منذ بداية الحرب الحالية هو مجزرة حقيقية. ويضيف لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال دمر مئات المقرات الصحافية التابعة للمؤسسات الإعلامية، بما تحتويها من معدات وتقنيات تخدم العمل الصحافي ما أدى لتوقف الإذاعات الصحافية والقنوات المحلية.
ويشير إلى أن التدمير المتمثل في البنية التحتية للمؤسسات الصحافية والإعلامية تزامن مع مجازر على صعيد الكوادر البشرية، حيث استشهد عشرات الصحافيين الفلسطينيين فيما يبقى العدد مرشحاً للزيادة في ظل غياب الحماية لهم بموجب القوانين الدولية.

المساهمون