احتفالات في شارع المتنبي ببغداد: ثوب عصري لاستقبال العام الجديد

31 ديسمبر 2021
تغير شارع المتنبي بعد الترميم والطلاء (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

يستعد أهالي العاصمة العراقية بغداد للاحتفال بأعياد رأس السنة الجديدة في شارع المتنبي، الذي يحتضن أقدم وأعرق مكتبات بغداد ومقاهيها، بعد أن عادت الحياة إليه عقب شهور من الترميم وطلاء الجدران وتغيير الأرصفة وتجهيزه بالتيار الكهربائي.

وتبدأ فعاليات الاحتفال بعيد رأس السنة، مساء اليوم الجمعة، عند الساعة التاسعة مساءً وتستمر حتى الواحدة بعد منتصف الليل.

وتتضمن الاحتفالات عروضاً مسرحية في الشارع وفرقاً غنائية شبابية، وأخرى متخصصة في الغناء البغدادي للمقامات، إضافة إلى مسابقات ضمن مجموعة برامج في محطات فضائية، وحضور مسؤولين، وفنانين، وكتّاب، وصحافيين.

وبحسب أحد المنظمين لاحتفالات اليوم في شارع المتنبي، فإنّ "أمانة العاصمة بغداد (دائرة حكومية) تكفلت بإدارة وتنظيم الاحتفالات، وقد أتمت معظم الاستعدادات".

حول العالم
التحديثات الحية

وأوضح، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاحتفالات ستكون منظمة بشكلٍ عالٍ، خصوصاً بعد أن تكفلت الأمانة بإطلاق الألعاب النارية مع انتهاء العام الجاري، ومنع أي استخدام للألعاب النارية من قبل الزائرين لشارع المتنبي".

وشهد شارع المتنبي، الذي يبلغ طوله نحو كيلومتر واحد، خلال الشهرين الماضيين، أعمال صيانة واسعة موّلتها مؤسسات غير حكومية، ودعمتها الحكومة المحلية في بغداد.

وقال أمين بغداد علاء معن، في تصريحات، إنّ "الترميم شمل تنظيم واجهات المحال ولوحات الدلالة، وتأهيل شبكات الماء والصرف الصحي وشبكة الإنارة وخطوط الطاقة الكهربائية".

وأكد أنّ "إنجاز الشارع جاء ضمن خطة واسعة شملت محاور عدة لتطوير المشهد الحضري والبنى التحتية لمدينة بغداد التي عانت كثيراً الفترة الماضية، كما أن الخطة تتضمن مشاريع لتنظيف وإزالة الغبار عن المدينة"، معتبراً أنّ "ظهور الشارع بحلّته الجديدة سيكون حافزاً لتطوير وسط العاصمة بغداد".

ورأى مثقفون أنّ حملات الإعمار التي نالها شارع المتنبي ستؤدي إلى توجيه الأنظار إلى بقية الشوارع المهمة في البلاد، ومنها شارع الرشيد، أقدم وأعرق الشوارع التراثية في بغداد، وبقية الصروح المهمة.

وقال الكاتب والصحافي علي الحمداني، إنّ "شارع المتنبي يمثل أهم الملتقيات في الثقافية في العراق، وأكبر سوقٍ لبيع الكتب ودور النشر والتوزيع، وإن الاهتمام به ولو أنه تأخر كثيراً لكنه يؤسس لعودة عودة الحياة الثقافية إلى سابق عصرها لبغداد، مدينة الأدب والثقافة".

وتابع لـ"العربي الجديد" أنّ "الاحتفالات التي ستقام اليوم، ستمثل حالة من الإعلان عن الشارع بحلته الجديدة، إضافة إلى التركيز على كون العراقيين يواصلون الاهتمام بالقراءة والثقافة رغم النكبات والأزمات الأمنية والسياسية".

أما الناشطة في مجال المجتمع المدني، إيناس العزاوي، فقد لفتت إلى أنّ "مئات العوائل البغدادية ستقدم اليوم على زيارة شارع المتنبي للاطلاع على تطوراته العمرانية، إضافة إلى الاحتفال بالعام الجديد".

وأوضحت، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك الكثير من الجهات الظلامية التي تريد أن تطمس هوية بغداد المدنية والحضارية، عبر إضفاء التطرف المدعوم بالسلاح عليها وعلى ساكنيها، لكن الإرادة الشعبية بالمطالبة بمدنية الدولة والشعب انتصرت في شارع المتنبي، ونأمل بأن تنتصر في جولات أخرى".

يذكر أن شارع المتنبي قد تعرض لهجوم بسيارة مفخخة عام 2007 راح ضحيته 30 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى ودمار واسع طاول مكتبات الشارع ومبانيه، لكن الدمار الذي عادة ما ينتقده رواد الشارع هو الإهمال الذي ظلَّ يعانيه الشارع في بنيته التحتية، ما دفع رواد الشارع ومحبيه إلى المطالبة في أكثر من مناسبة بترميمه والاهتمام به.

ويقع الشارع بالقرب من منطقة الميدان وشارع الرشيد، متّصلاً بمباني تاريخية وأثرية كالقصر العباسي، ومبنى القشلة الذي كان مقراً لحكم بغداد في العهد العثماني، وبيت المقام العراقي، وعدداً من المباني الأخرى، فيما يقف تمثال أبي الطيب المتنبي في نهاية الشارع على شاطئ دجلة الشرقي.

شارع المتنبي
المساهمون