احتفالات بإضاءة فانوس رمضان في الضفة الغربية

23 مارس 2023
ردّد الحضور الأناشيد (عصام الريماوي/Getty)
+ الخط -

في طقس احتفالي، كان أهالي وسكّان مدينة رام الله على موعد مع إنارة فانوس رمضان، في ميدان راشد الحدادين، قرب مبنى بلدة رام الله، الجهة المنظمة، في الليلة الأخيرة من شهر شعبان، مساء الأربعاء.

كان التفاعل كبيراً مع أناشيد "رمضان يا شهر البركة والنور"، و"روّح فؤادك قد أتانا رمضان"، و"قمرٌ سيدنا النبي قمرُ"، وهي الأغنية التي كانت تُردّد على ألسنة الصغار والكبار، في لوحة احتفالية بقدوم الشهر الفضيل في مدينة رام الله، قبل أن تواصل فرقة "إنشاد القدس الشريف" تقديم المزيد من الأناشيد والأغنيات الدينيّة: "يا أجمل هديّة من رب البريّة"، و"شهر السلامة والمنى"، ليعود التفاعل الكبير مُجدداً مع أنشودة "رقّت عيناي شوقاً".

(عصام الريماوي/Getty)

وأنير الفانوس بحضور المئات من العائلات الفلسطينية، وهو فانوس ضخم التصق بهلال عملاق، شكّلا معاً عملاً فنيّاً ذا دلالات روحانيّة، حرصت الغالبية على التقاط صور معه بعد إنارته بما هو أقرب إلى اللون الأبيض.

وانتشر في الميدان الذي يحمل اسم مؤسس مدينة رام الله باعة يحملون بالونات ملوّنة للأطفال، وحلويات، وفوانيس متنوعة، ورسومات من وحي الشهر، إضافة إلى رموز وطنية فلسطينية اتخذت كما سابقتها أيضاً شكل ميداليات وغيرها.

رئيس بلدية رام الله عيسى قسّيس، أشار إلى أن "رام الله كانت أول مدينة بدأت هذا التقليد، وسعيد أن يصبح هذا التقليد في كل أرجاء الوطن"، مشدداً على كون المدينة تشكّل "منارة وحاضنة للوعي، والراعي للثقافة والآداب والفنون، وها هي، عبر احتفالية إنارة فانوس رمضان، كما غيرها من الفعاليات التي من المقرر أن تنتظم هذا الشهر كأمسيات فرق الإنشاد والفرق الصوفيّة في شوارع وأحياء المدينة المختلفة، والسوق الرمضاني في مساءات النصف الثاني من الشهر".

وأضاف: "الرسالة التي يجب أن تصل لكل الدنيا، مفادها بأن لدينا أملاً وعزيمة رغم المعاناة والاحتلال، وسنواصل مشوارنا بالثقافة والفنون بكافة أشكالها".

(عصام الريماوي/Getty)

وقبل حفل إنارة الفانوس الرمضاني في مدينة رام الله، انتظمت فعاليّات احتفالية ذات بعد ثقافي فنّي في مدن وبلدات وقرى عدة في الضفة الغربية. فتَحْتَ شعار "رمضان الخير في البيرة غير"، نظمت مدينة البيرة أمسية لإنارة هلال شهر رمضان الذي اتخذ شكلاً معمارياً ثلاثيّاً، فيما أطلقت الألعاب النارية، والبالونات البيضاء التي تحمل صورة الهلال وعبارة "أهلاً رمضان" في مدينة الخليل، وفي بلدة "عرابة" قرب جنين أيضاً.

لايف ستايل
التحديثات الحية

وتشهد مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، منذ أيام، مبادرات فردية وجماعية لتزيين حارات البلدة القديمة وإضاءتها بالقناديل، بعد الاحتفال بليلة الشعلة، وهي ليلة منتصف شعبان، ويعتبرها أهل نابلس ليلة مباركة يشعلون فيها المشاعل، ويوقدون السُرُج، وينيرون الدروب والطرقات والمساجد.

(عصام الريماوي/Getty)

ولنابلس حكايات عدة مع فوانيس رمضان، فحسب دراسة للباحثة سعاد علي، اشترت البلدية، عام 1902، 153 قنديلاً لإنارة شوارع المدينة، وبعدما وجد المجلس البلدي للمدينة أنّ الأمور بحاجة إلى ضبط، طلب من مخاتير الحارات التأكد من تعليق كل ساكن فوق زقاق قنديلاً لينير زقاقه على نفقته الخاصة. وفي 1903، تبنّت البلدية مشروع الإنارة كاملاً، فاتفقت مع أربعة فرق للقيام بهذه المهمة، وزوّدتها بوقود الكاز على تكلفتها. لاحقاً اشترت البلدية مصابيح ذات إضاءة أفضل ووضعتها لإنارة الساحة العامة في 1907.

وبالعودة إلى ميدان راشد الحدادين في رام الله، لم تَغِب أصوات منشدي فرقة "إنشاد القدس الشريف"، كما صدحت موسيقى مبدعيهم من العازفين، على مدار الساعة ونصف الساعة، لتعلو "طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع"، و"صلّى الله على محمد صلّى الله عليه وسلّم"، قبل أن يُختتم الحفل بنشيد أشبه بالإعلان "أتانا رمضان".

المساهمون