اتهامات لمسلسلات مغربية بالترويج للسجائر الإلكترونية
اتّهم مغاربة بعض المسلسلات الرمضانية بالترويج للسجائر الإلكترونية، رغم الدراسات التي أثبتت ضررها الكبير على الصحة.
وظهرت إحدى الشخصيات وهي تدخن سيجارة إلكترونية خلال إحدى حلقات مسلسل "المكتوب"، الذي تعرضه القناة الثانية.
وتكرر المشهد في الموسم الرابع من مسلسل "سلمات أبو البنات" الذي تعرضه MBC5، بعد ظهور شخصية داخل السيارة وهي تدخن سجائر إلكترونية بدورها.
وانتقد المعلقون هذه المشاهد، معتبرين أنها ترويج لهذه المنتجات لجمهور كبير يتابع المسلسلات خلال شهر رمضان، بالرغم من أضرارها المثبتة علمياً.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركية إن السجائر الإلكترونية ليست خالية من الأضرار، وليست بديلاً آمناً عن السجائر الكلاسيكية.
وتوضح المؤسسة أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تحتوي على مواد ضارة، بما في ذلك النيكوتين، والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والمركبات العضوية المتطايرة، والعوامل المسببة للسرطان.
وعلّقت إيمان اليعكوبي عبر حسابها قائلة: "مرور مثل هذه اللقطات في الشاشة المغربية لا يمكن شرحه ولا تبريره بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن إلا أن يكون مرفوضاً رفضاً تاماً. والرفض بعيد عن أي اعتبارات إيديولوجية يمكن أن يلصقها البعض بالرافضين. هو أمر مرتبط بالصحة وبمستقبل أجيال من البشر، ومرتبط بالتطبع مع سلوكات لا يجب الترويج لها أبداً. بل من شدة سوئه فإنه يدعو للغضب".
وضربت اليعكوبي المثل بأسواق درامية أخرى، قائلةً إن "الشعب التركي من أكثر الشعوب استهلاكاً للتدخين والشيشة، ولا تكاد تجد ممثلاً كورياً واحداً لا يدخن. لكن هؤلاء في أعمالهم التي ملأت الدنيا، من النادر جداً أن ترى حتى السيجارة العادية تتجول بين اللقطات، لا تقدم حتى بمبرر الضرورة الدرامية".
وتابعت: "الآن نحن أمام مشهد مليء بالخزي. ففي الوقت الذي تنظم عدد من الحكومات التي تحترم شعوبها حملات للحد من التدخين، كان آخرها حملة طويلة المدة قامت بها فرنسا التي يتشبه بها بعض هؤلاء وذلك من خلال إعلامها وشخصيات معروفة ومؤثرة، لتشجيع الناس على إيقافه، تجد إعلامنا ينقل هذه العادات، والأسوأ عن طريق المرأة التي يعتبر التدخين مضراً بها أكثر من الرجل، دون الحديث عن ضرره على الأبناء والأجنة في الأرحام".
وعاد محمد الحارثي لأصول الترويج للسيجارة الإلكترونية، معلقاً أن مشاهد تدخين السجائر الإلكترونية من قبل النساء "يعطي انطباعاً لدى المرأة وخاصة الشابات أن التحرر والحداثة جزء منه يتجسد في الظهور بمسك سيجارة إلكترونية".
وتابع أن "هذه تقنية تذكرنا بالقرن الماضي لما أدخل إدوارد بيرنايس مفهوم البروباغندا وروج للسجائر من خلال صور نمطية لنساء متحضرات يمسكن باليد بسجارة في محاولة إضفاء صبغة التحرر والرقي عليها، واستطاع أن يجعل السجائر لأول مرة تخترق عالم النساء رغم أنها جد مضرة بصحتهن فخلق ثورة مجتمعية وساهم في مضاعفة رقم معاملات شركة السجائر".