إيناس السقا... ممثلة فلسطينية قتلها العدوان الإسرائيلي على غزة

في مسرحية "نساء غزة وصبر أيوب"، التي تطرّقت إلى آثار الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على نساء قطاع غزة، وعرضت أكثر من مرّة بين عامي 2009 و2014، كانت الممثلة الفلسطينية إيناس السقا تصرخ في أحد المشاهد: "ولادي يا عالم... ولادي تحت الأنقاض".

واستشهدت إيناس السقا، الثلاثاء، رفقة ابنتيها وابنها، بقصفٍ إسرائيلي استهدف منزلاً كانوا قد لجأوا إليه جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكانت السقا قد عاشت لسنوات في العاصمة المصرية القاهرة، قبل أن تقرّر العودة للاستقرار في القطاع، بحسب ما كشفه عضو فرقة أيام المسرح الفلسطينية الممثل ياسين صبرة عبر صفحته على "فيسبوك".

ولعبت الراحلة أدواراً بارزة في العديد من المسرحيات، من بينها مسرحية "فيلم سينما" (2009) للمخرج حسين الأسمر، إذ جسدت دور سعاد؛ الفتاة الفلسطينية التي يفتح لها الزواج باب العودة إلى غزّة التي هجّرت منها عائلتها، لكنّها تكتشف مع مرور الوقت أنّ الغربة ما تزال تسكنها. كذلك تعاونت مع الأسمر في مسرحية "كل شي تمام" عام 2010 عن نص لعاطف أبو سيف، ويعالج العنف ضد المرأة في المجتمع.

كذلك، تألقت السقا في مسرحية "نساء غزة وصبر أيوب" للمخرج سعيد البيطار، عبر تجسيدها شخصية أم أسعد في العمل الذي عالج من خلالها قضية المفقودين.

وشاركت بدور الأم في مسرحية "كلهم أبنائي" للمخرج ناهض حنونة عام 2011، عن نص لآرثر ميلر من إعداد القاص والكاتب الفلسطيني خالد جمعة الذي قال لـ"العربي الجديد": "إيناس السقا ممثلة مسرحية في غاية الأهمية، ومن أوائل الممثلات على قلتهن في تاريخ المسرح والسينما في غزة، وهي ممثلة متمكّنة ومقتدرة، وتميّزت بشخصية محبة للحياة، ومعطاءة... كانت ذات حضور طاغٍ في كل ما قدمته".

وجسّدت الراحلة في أدوارها المسرحية والسينمائية معاناة النساء الفلسطينيات عامة، والغزيّات منهن على وجه الخصوص، الأمر الذي اعتبرته نابعاً من "إيمانها بعظمة وقوة المرأة الفلسطينية في تحمل الصعاب".

وتعدّ السقا من أوائل العاملات في المسرح الغزّي، وشاركت في العديد من الأعمال الموجهة للأطفال، كما شاركت في ورش مسرحية مختلفة.

سوشيال ميديا

التحديثات الحية

لماذا تقود الهند حملة التضليل المؤيدة لإسرائيل؟

وقال الكاتب خالد جمعة لـ"العربي الجديد": "إيناس اقتحمت عالماً لم يكن يُحبذ المجتمع اشتغال النساء والفتيات فيه، أي التمثيل والفنون عامة، وفي وقت مُبكّر نسبياً، وخاضت تحديات مقرونة بالعمل لتحقيق ذاتها من جهة، ولتقديم ما تحب، فالفن كان بالنسبة لها ليس فعلاً تنظيرياً كما الحريّات".

أمّا على الصعيد السينمائي، فقد قدّمت الراحلة عدداً من الأدوار المهمة، من بينها فيلم "ميلاد" للمخرجة أماني أبو رمضان، حيث لعبت دوراً مستوحى من تجربتها الشخصية لامرأة حاملٍ تعاني آلام المخاض في ظلّ عدوان الاحتلال على القطاع عام 2008.

وشاركت السقا أيضاً في الفيلم الروائي "عصفور الوطن" (2010)، للمخرج مصطفى النبيه، وتناول نضال الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948، عبر شخصية فتى فلسطيني فقد والديه في حرب عام 1967، ثم هاجر رفقة شقيقته مع بقية الأسرة المكونة من الجد والجدة والأعمام، نازحين إلى بيت خالهم المختار في إحدى قرى قطاع غزة.

كذلك، لعبت الراحلة دوراً لافتاً في فيلم "سارة" (2014) للمخرج خليل المزين، وهو فيلم روائي طويل حاز العديد من الجوائز العالمية، ويتناول حكاية فتاة فلسطينية من أحد مخيمات اللاجئين في غزة تعرضت للعنف الأسري والحبس ثم القتل على خلفية ما يسمى "جرائم الشرف".