قامت شركة "ستارلينك"، المملوكة من الملياردير إيلون ماسك، بتفعيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في إيران التي تشهد قطعاً متكرّراً من قبل السلطات للإنترنت، بهدف تخفيف وتيرة الاحتجاجات المتزايدة التي أدت إلى مقتل 41 شخصاً حتّى الآن، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وسمحت الولايات المتحدة للشركات الخاصة بتوفير إنترنت غير خاضع للرقابة في البلاد، بعد أن كانت قد خفّفت، يوم الجمعة الماضي، العقوبات التي تحظر عمل شبكات الإنترنت والاتصالات في إيران.
وسبق لشركة ماسك أن وفّرت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لأوكرانيا، عقب بدء الغزو الروسي للبلاد في فبراير/ شباط الماضي، الذي عطّل شبكات الاتصال.
أنتجت "ستارلينك" جيلاً جديداً من شبكات الأقمار الصناعية، التي تعمل في مدار قريب من الأرض، لتوفير الاتصال بالإنترنت للأفراد، من دون المرور عبر شبكات الاتصال الأرضية، وبالتالي تحرّرهم من احتمالية أن يكونوا عرضة للتتبّع أو المراقبة.
وبحسب "فاينانشال تايمز"، تظلّ هناك حاجة إلى محطة خاصة لاستقبال الإشارة من أقمار "ستارلينك"، عبر صحن استقبال للقمر الاصطناعي، يُشحن في طرد بحجم علبتي بيتزا فوق بعضهما.
وكان ماسك قد أعلن للصحيفة، خلال الأسبوع الماضي، أنّه على استعداد لتشغيل خدمة "ستارلينك" في إيران وكوبا، إذا خفّفت الإدارة الأميركية من العقوبات على ممارسة الأعمال التجارية في هذين البلدين.
وقال: "من الواضح أن الحكومة الإيرانية لن توافق عليها (خدمة ستارلينك)، وسيتطلب ذلك قيام شخصٍ ما بشراء صحن الاستقبال وتهريبه إلى إيران، لكنّ ذلك مخاطرة، لأنّ الحكومة لن تكون راضية عن ذلك".
ويوم الأحد، قال الباحث في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، كريم سجادبور، عبر حسابه على "تويتر" إنّ ماسك أكّد له أن "ستارلينك مفعّل الآن في إيران"، وأنّه "سيعمل إذا ما تمكن شخصٌ ما من إدخال صحون الاستقبال إلى إيران".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد خفّفت، يوم الجمعة الماضي، من العقوبات التي تمنع خدمات الإنترنت وشبكات الاتصالات من العمل في إيران، ما سيسمح لشركات التكنولوجيا الأميركية بتوفير منصات وخدمات آمنة داخل إيران دون مخالفة العقوبات التي تمنع عادةً التعامل مع إيران. كذلك، سيسمح بتصدير معدات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الخاصة، ومن بينها خدمة "ستارلينك".
وتشهد إيران حركة احتجاجية منذ 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في المستشفى، بعد أيام من إيقافها في مقر لشرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بمواصفات الحجاب.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد بلغ عدد القتلى حتّى الآن 41 شخصاً، فيما لم تعلن حصيلة رسمية عن إجمالي عدد المصابين والمعتقلين. لكن بحسب السلطات، اعتقل في محافظتي مازندران وجيلان الشماليتين قرابة 1200 شخص، من بينهم 60 امرأة.
كذلك، يشير الناشطون إلى اعتقال العشرات من الناشطين والصحافيين وطلبة الجامعات في إيران، وتحدث الاتحاد الدولي للصحافيين عن اعتقال 12 صحافياً.
وحجبت السلطات الإيرانية تطبيقات مثل "إنستغرام" و"واتساب"، شكّلت وسيلة تواصل بين المحتجّين، إضافةً إلى القطع المتكرّر لخدمة الإنترنت في المنازل وعلى الهواتف الذكية.