إيران: غضب بعد شطب صور نساء متوفيات عن قبورهنّ

26 أكتوبر 2020
دهنت الصور بالأبيض من دون علم العائلات (تويتر)
+ الخط -

أعلنت أسر نساء متوفيات في مدينة رويان شمالي إيران، المطلة على بحر قزوين، أنها بعد زيارة قبورهن يوم الخميس الماضي تفاجأت بشطب صورهنّ المنقوشة على قبورهن من خلال رش دهان أبيض عليها وإخفاء الصور، في حادث غريب أثار اعتراض هذه الأسر وانتقاداتها وغضب الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت أسر النساء المتوفيات إلى أنها بعد زيارة قبورهن ومشاهدة شطب صورهن احتجت لدى سلطات المقبرة والمدينة، مطالبة بضرورة متابعة القضية حتى اتضاح أبعادها كافة، وفقاً لما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية. 

وعن هوية المتورطين في الحادث، قالت المواطنة الإيرانية فاطمة حاجي أحمدي: "سمعنا أن ذلك تم بقرار من هيئة أمناء المقبرة، بعد قولها إن وضع صور النساء على قبورهن غير جائز شرعا وعرفا".

وتساءلت حاجي أحمدي عن "عدم وجود مشكلة في مقابر المدن الجارة واتخاذ هذا القرار في رويان فقط، إن كان هناك قراراً"، مؤكدةً أنها وأسرتها بعد زيارة قبر والدتها انصدمت لإخفاء صورتها عن قبرها.  

وقالت: "إننا نفذنا وصية أمنا التي توفيت قبل عامين ووضعنا صورتها على قبرها، إذ كان ذلك مطلبها الوحيد، لكن من دون الحصول على إذننا قاموا بإخفاء صورتها بالدهن"، معتبرةً أن "القرار المتخذ بشأن قبور النساء المتوفيات في المقبرة ناتج عن الجهل وغير قانوني". 

وذكرت "إرنا" أن البعض "مارس الفعل نفسه من قبل، حيث في العام 2017 قاموا بكسر أحجار قبور في جنة الزهراء (مقبرة طهران) ورش الدهان على صور منقوشة على قبور وجوه معروفة، الأمر الذي أثار انتقادات"، مشيرة إلى أن "هذه المرة قامت هيئة أمناء المقبرة (في رويان) بهذا الفعل بناء على تصريحات المواطنين، وذلك حسب تفسيرها للشرع".  

وأثار ما حدث في مقبرة رويان شمالي إيران انتقادات مواطنين آخرين في المدينة وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، خاصة أن معظم القبور تعود لنساء مسنات، كانت صورهن على قبورهن بالحجاب الإسلامي

وقالت إحدى المغردات "لا يمكننا أن نتخلّص من هؤلاء حتى إن متنا؟". فيما كتب آخر "ألا يوجد حدود للذكورية في هذا البلد؟".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ورفع روح الله مازندراني شكوى لدى محكمة رويان ضد الفاعلين، قائلاً إن "هذا السلوك ليس أخلاقيا ولا قانونيا... وهو يشكل إهانة للمتوفيات وأسرهن"، مشيراً إلى أنه وفقا لفتاوى مرجعيات دينية "لا مشكلة في وضع صور المتوفيات على قبورهن لطالما كانت وفق الحجاب الإسلامي ولا تشكل مفسدة".   

وفي تعليق على الحادث، أكد رئيس بلدية مدينة رويان حسين زادة، للتلفزيون الإيراني، أن هيئة أمناء جامع المدينة هي التي تتولى إدارة المقبرة منذ سنوات وقامت بهذا الفعل من دون مراجعة السلطات المحلية ومن دون علم البلدية.  

وقال إن سلطات المدينة ستناقش الموضوع اليوم الاثنين في اجتماع خاص بهذا الشأن، واعدًا بتدراك الخسائر المادية والنفسية التي لحقت بأسر النساء المتوفيات.  

وبعد الانتقادات التي واجهت هذه الخطوة، أعلن حاكم قضاء نور، علي شادمان، مساء اليوم الإثنين، أن إخفاء صورهن كان ناتجاً عن "خطأ فردي"، مشيرا إلى أنه "تم إزالة الدهان وإعادة إظهار الصور".

 

وقال شادمان إنه "تم توجيه تحذيرات لمتركبي هذا الخطأ الإنساني"، مضيفاً أن "إخفاء صور النساء المتوفيات عن قبورهن ليس سياسة النظام ولا من مقررات الأجهزة التنفيذية بالمدينة".

 

المساهمون