"إنفيديا" تلهم شركات ناشئة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي سعياً وراء الربح

24 يونيو 2024
أسهم "إنفيديا" المتصاعدة، 23 يونيو 2024 (جوناثان را/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إنفيديا تتصدر قائمة الشركات في "وول ستريت" بفضل نجاحها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما أثار اهتمام شركات ناشئة وساهم في تحفيز السوق وتقدم شركات كبرى أخرى.
- الخبراء ينصحون الشركات الناشئة بابتكار تطبيقات ذات قيمة مضافة في مجال الذكاء الاصطناعي للتميز والبقاء في السوق، بدلاً من التنافس المباشر مع الهيمنة الحالية لشركات كبرى.
- التخصص في تصميم الرقائق المعالجة للذكاء الاصطناعي واستكشاف الذكاء الاصطناعي المتخصص يعد من المجالات الواعدة، مع شركات مثل "غروك" و"كوهير" تقود الطريق في توفير حلول متخصصة وموثوقة.

في ظل النجاح الباهر الذي حققته شركة إنفيديا التي وصلت في وقت قصير إلى صدارة الشركات العالمية، بفضل رقائقها التي تؤدي دوراً رئيسياً في برمجيات الذكاء الاصطناعي، تسعى شركات ناشئة إلى استكشاف مجالات أخرى مرتبطة بهذه التكنولوجيا ويمكنها أن تدرّ أرباحاً لها. وقد احتلّت "إنفيديا"، المتخصصة في تصميم المعالجات التي تحرّك النماذج اللغوية الكبيرة القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، المركز الأول بين أكبر الشركات المُدرجة في "وول ستريت".

"إنفيديا" تحفّز السوق

حفّز صعود الشركة في البورصة القطاع برمّته، ما أدى أيضاً إلى تقدّم مجموعات من أمثال "أوراكل" و"برودكوم" و"إتش بي"، كما شهدت سلسلة من الشركات الأخرى ارتفاعاً في قيمتها السوقية، على الرغم من أنّ أرباحها كانت ضعيفة أحياناً. وفي خضم هذه الفقاعة، تسعى الشركات الناشئة إلى استرعاء انتباه أصحاب رؤوس الأموال المجازفة في سيليكون فالي من خلال الابتكار، لكن من دون مؤشر واضح إلى كيفية كتابة الفصل التالي من الذكاء الاصطناعي.

هل سيبقى مكان في مجال الذكاء الاصطناعي لشركات أخرى في ظل الهيمنة الحالية لمجموعات أبرزها "أوبن إيه آي" و"غوغل" و"أنثروبيك"؟ يُجمِع متخصصون في القطاع على أنّ التنافس المباشر مع هذه الشركات ليس بالنهج الصحيح. ويقول مؤسس شركة كويك التكنولوجية ورئيسها التنفيذي، مايك ماير: "لا أعتقد أن هذا الوقت مناسب لتأسيس شركة متخصصة بشكل رئيسي في ابتكارات الذكاء الاصطناعي". وقد ابتكرت شركات أخرى تطبيقات تستخدم أو تحاكي قدرات النماذج الكبيرة القائمة راهناً، لكنّ هذه الفكرة يرفضها اللاعبون الكبار في سيليكون فالي.

"قيمة مُضافة فعلية"

يقول المخضرم في رؤوس الأموال المجازفة، فينود خوسلا، إن "المدهش هو أنّ الناس لا يفرّقون بين التطبيقات التي ستتنافس مع النماذج نفسها عند إحرازها تقدّماً في قدراتها، وتلك التي توفر قيمة مُضافة وستبقى موجودة بعد عشر سنوات". ويقول هذا المستثمر، وهو من أوائل مَن راهنوا على "أوبن ايه آي"، إنّ تطبيق غرامرلي المتخصص في التدقيق الإملائي والنحوي "لن يصمد" مثلاً. ويرى أنّ الشركات الناشئة التي تقوم فقط بـ"تغليف" خدمات الذكاء الاصطناعي ستفشل.

ومن المجالات التي ينبغي استكشافها التخصص في الرقائق، على قول فينود خوسلا، لأنّ الذكاء الاصطناعي يتطلب معالجات معيّنة بشكل متزايد. وتوجّهت شركة "غروك" الناشئة نحو توفير معالج أكثر تخصصاً لتلبية المتطلبات الكثيرة للذكاء الاصطناعي. وصممت شرائح لنشر الذكاء الاصطناعي بدل تلك المتخصصة في تدريبه أو تعزيز قدراته الاستنتاجية، وهما ميزتان من اختصاص وحدات معالجة الرسومات (جي بي يو) الخاصة بـ"إنفيديا". ويرى الرئيس التنفيذي لـ"غروك"، جوناثان روس، أن "إنفيديا" لا يمكنها أن تكون الأفضل في كل المجالات، حتى لو كانت الأفضل بلا منازع في مجال تدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي.

"كسب الثقة"

ثمة فرصة أخرى تتمثل في استكشاف الذكاء الاصطناعي المتخصص جداً الذي يوفّر خبرة ومعرفة استناداً إلى بيانات حصرية لا تتمكن النماذج الكبيرة من جمعها. ويشير خوسلا إلى أن "أوبن إيه آي وغوغل لن يبتكرا مهندساً إنشائياً، أو طبيباً للرعاية الأولية أو معالجاً للصحة الذهنية".

وتشكل الاستفادة من البيانات المتخصصة جداً مجال العمل الرئيسي لـ"كوهير"، وهي شركة ناشئة أخرى في سيليكون فالي. وتوفر هذه الشركة نماذج حصرية لشركات تظهر تردّداً في فكرة أنّ الذكاء الاصطناعي وبياناته خارجة عن سيطرتها. ويقول رئيسها التنفيذي، أيدان غوميز، للوكالة إنّ "الشركات متشكّكة في الذكاء الاصطناعي وتتجنب المخاطرة، لذا علينا أن نكسب ثقتها، ونثبت لها أنّ هناك طريقة موثوقة وآمنة لتبنّي هذه التكنولوجيا".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون