"إميلي في باريس" يعيد بريق النجومية لممثلات تخطين الخمسين

20 ديسمبر 2022
كانت مسيرتها متوقفة قبل مشاركتها في المسلسل الذي أطلقها للعالمية (جيمي مكارثي/Getty)
+ الخط -

أعاد نجاح مسلسل "إميلي في باريس" الذي يُطرح يوم غد الأربعاء بجزئه الثالث، على "نتفليكس"، إطلاق مسيرة فيليبين لوروا-بوليو، الممثلة الفرنسية الإيطالية البالغة من العمر 59 عاماً التي تكاد تطغى على بطلة المسلسل الشابة ليلي كولينز، بأدائها دور مديرة مثيرة وشديدة التذمر.

بات من الممكن للمشتركين في المنصة الأميركية العملاقة مشاهدة لوروا-بوليو في فيلم Dix pour cent الذي طلب منها مخرجه سيدريك كلابيش المشاركة فيه حين كانت مسيرتها متوقفة، وفي "إميلي في باريس" الذي أطلقها نحو العالمية، وأيضا في الموسم الأخير من "التاج".

في "إميلي في باريس"، تؤدي دور سيلفي غراتو، وهي مديرة وكالة تسويق للمنتجات الفرنسية الفاخرة تستقبل على مضض المتدربة إميلي كوبر (كولينز) الآتية من الولايات المتحدة.

وتنضح هذه الشخصية بكليشيهات أميركية عن باريس: امرأة أنيقة ونحيفة وغير لطيفة، تنتعل باستمرار أحذية عالية الكعب، والسيجارة لا تفارق شفتيها. لكن خلف مظهرها، كمديرة فظة وامرأة فاتنة تبرع في الغواية، تواجه هذه الشخصية الإملاءات الاجتماعية المفروضة على النساء فوق سن الخمسين.

تؤكد فيليبين لوروا-بوليو أن الرسالة الكامنة وراء المسلسل هي أنه "بصرف النظر عن سن الأشخاص وقصصهم، ينادي دارين ستار، وهو مبتكر المسلسل، بنوع من الحرية للشخصيات". وتضيف: "هذه الشخصيات تقول إنه يجب تحطيم بعض القواعد السلوكية، وإنّ للناس أبعاداً متعددة، ولا يتعين الحكم عليهم".

في الموسم الثاني، ترتبط سيلفي غراتو بعلاقة عاطفية مع مصور يصغرها سناً، حتى أن نادلة توجهت إليها بتعليقات تبيّن اعتقادها بأنها والدته. وسيرى المشاهدون في الموسم الثالث "تفاصيل أكثر عن مكامن الضعف" لدى هذه الشخصية، وفقاً للممثلة.

وتتطرق أفلام حديثة عدة إلى الحياة الجنسية لدى النساء في الخمسينيات من العمر، مع قصص حب تعيشها البطلات مع رجال أصغر سناً، من بينهن إيما تومسون في "غود لاك تو يو، ليو غراندي"، وسيسيل دو فرانس في "لا باساجير".

وقالت سيسيل دو فرانس أخيراً، في مقابلة مع مجلة إيل: "يجب أن يتوقفوا عن تصوير النساء الشابات على أنهنّ وحدهنّ مثيرات للرغبة".

سينما ودراما
التحديثات الحية

غير أن فيليبين لوروا-بوليو، تشدد على أهمية عدم تحميل المسلسل وشخصياته أكثر مما يحتمله. وتقول إن دارين ستار سألها ذات يوم: "هل يمكننا تعلّم الحرية من النساء الفرنسيات؟". وتضيف: "مقارنة بالأميركيات اللواتي يبقين أسيرات لبعض القواعد الاجتماعية، لدينا هذه السمعة غير الصحيحة بالضرورة".

وبصرف النظر، عن الجدل بشأن مدى التصاقها بالواقع، أسرت شخصيتها الكاتبة الأميركية إيفون هايزلتون التي عاشت في باريس، وكتبت عن المدينة والمسلسل.

وتقول هايزلتون إن "شخصية سيلفي هي الأكثر إبهاراً، إنها ملهمة. فبالإضافة إلى أناقتها الطاغية، تتمتع بالكفاءة وبقدرة على التحكم بأي موقف حتى في مواجهة المشكلات".

وتوضح الكاتبة أنه "فيما الأميركيات يملن عموماً إلى اعتماد سلوك محافظ أكثر، من الصحيح القول إن نساء خمسينيات كثيرات يتصرفن مثل سيلفي في حياتهن العاطفية". وتضيف: "لامرأة مثلي تطلقت في أوائل الخمسينيات من العمر ثمة شعور غامر بالحرية".

وبدأت لوروا-بوليو مسيرتها مع المخرج روجيه فايم، ورُشحت سنة 1986 لنيل جائزة سيزار، الرديف الفرنسي لمكافآت أوسكار الأميركية، عن دورها في فيلم Trois hommes et un couffin. ومع دورها في "إميلي في باريس"، باتت التجسيد الأبرز على الشاشة لشخصية المرأة الباريسية، رغم أنها للمفارقة لم تكن من محبي العاصمة الفرنسية في ما مضى.

وهي كبرت في روما، بجوار والدها الممثل ووالدتها التي عملت في دار ديور، وعادت إلى باريس بعد طلاقهما. وغالباً ما تتطرق إلى المهانة التي كانت تتعرض لها من زملائها في المدرسة الذين كثيراً ما كانوا يسخرون من مستواها باللغة الفرنسية.

أما اليوم، فتجسد شخصية الفرنسية التي تعقّد حياة شابة أميركية، تحمل معها نظرة حالمة عن العاصمة الفرنسية. وتقول باسمة: "هناك أميركا، على صورة إميلي، ترغب في غزو العالم وتجيد القيام بكل شيء أفضل من الجميع، لكنها تصطدم بشخص مثلي يقول لها أنا أستيريكس (الشخصية الشهيرة في القصص المصورة أستيريكس وأوبيليكس)، ولن أدعكِ تقتحمين أرضي".

(فرانس برس)

المساهمون