بين عامي 2010 و2014، بثّت شبكة HBO مسلسل Boardwalk Empire. أخيراً، أخذت شبكة OSN حقوق عرضه، إذ يُعرض حالياً عليها بمواسمه الخمسة. ربما لم تُتح مشاهدته للكثيرين قبل ذلك، كون أن HBO ليست متاحةً في العالم العربي، مثل نتفليكس.
ولحسن الحظ، أن OSN بمثابة وسيط لكثير من أعمال HBO. يعود بنا Boardwalk Empire مئة عام إلى الوراء، إلى نيويورك في عشرينيات القرن الماضي، حيث صدر قانون منع الكحول في الولايات المتحدة (1919)، وما ترتّب على ذلك من إشكالات تتعلّق بتهريبها. تهريب الكحول وتداولها في السوق الأميركية يحتاج إلى أمرين: مافيات، وفساد حكومي. وفعلاً، هذا ما يركّز عليه المسلسل.
ظهور المافيات التي تتولّى تهريب الكحول والاتجار بها، وتواطؤ رجالات الدولة معها لتحقيق مكاسب شخصية، تتعلّق بالسلطة والنفوذ والمال. هكذا، نتعرّف إلى بطل المسلسل، ناكي تومسون (ستيف بوشيمي)، وزير المالية الفاسد، الذي يتزعّم إحدى هذه المافيات (الأيرلندية)، وصراعه مع بقية منظمات الجريمة: الإيطالية واليهودية، وغيرهما. جاء هذا العمل بعد مسلسلين يُعتبران من أبرز إنتاجات HBO، هما The Sopranos، وThe wire.
حين نشاهد المسلسلات الثلاثة، نجد أن شيئاً لم يتغيّر في الولايات المتحدة، بل ربما نميل إلى الحكم بأنّ هناك جزءاً مظلماً في هذه البلاد، تديره المافيا طوال الوقت. فبينما يمضي The Sopranos في تقصّي أخبار المافيا الإيطالية وحكمها لمدينة نيويورك، يذهب بنا The wire إلى بالتيمور، التي سيطرت عليها تجارة المخدّرات، أيضاً بتواطؤ من رجال دولة فاسدين.
في العودة إلى Boardwalk Empire، الذي أخرج الحلقة الأولى منه مارتن سكورسيزي، وهو أحد المنتجين المنفذين فيه، نجد أنفسنا أمام عمل مُتقن الصنع، يتناول واقع نيويورك في العشرينيات بحرفية وفنية عاليتين، خصوصاً حين نقرأ عن المدينة في تلك الفترة، ونتعرّف إلى أبرز قيادات الجريمة المنظمة هناك.